الأردنيون…تشمُّع الكلمات ودلالاتها؟ / ا.د حسين محادين

الأردنيون…تشمُّع الكلمات ودلالاتها؟

1-لا اعرف؛ لماذا لم تَعد تنتفض حواس أهلي رجالا ونساء؛ كلما سمعوا شاعرا أو لسعت حواسهم جملة غزل،او نكتة وقورة ؛قدر انتفاضهم بعيد مضغة وجع او ارتفاع سعر سلعة ما ؛او في نهاية نكاتنا البذيئة المسكوت عنها في لحظة صدق مع النفس او اثناء خلوة حرة ما مع الشلة وان شئتم اندماجهم الاجرأ مع نكتة غير مُشفرة يسردها احد افراد الشلة من على شاشة هاتفه الخلوي.؟
2- لا أعلم ؛لماذا لم يَعد اهلي يتابعون نشرة الثامنة على شاشات التلفزيون الاردني كعاداتهم المقيتة التي استنزفت ابصارهم؛ الى أن انسلخوا عنها لإيمانهم الناجز هذه الايام، بمشاعية ولحظية الاخبار بخصوص فضائح المسؤولين السياسين والفنانين والمواطنين معا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ؛خصوصا اليوتيوب المُعرّي لنا جميعا كبشر فحتى الفضائح لم تُعد تدهُشنا أو تستفز حواسنا واستغرابنا وكان كل شيء غدا مفضوحا ؟
3 -احتاج الى من يُعلمي؛ لماذا لم يعد اهلي ملوعون باسماء وعناوين الموتى واماكن دفنهم تلك التي كانت تُقذف على شجرة حواسنا عبر اذاعة عمان في ذيل نشرة العاشرة صباحا؛وكأن الموت اصبح ظلا لرتابة سماعهم عنه خصوصا في حوادث السير او الامراض الجديدوة وفي ذروتها الانتحار؛ ولعل المهم اصبح لدينا هو الا أكون انا او اهلنا الدانيين هم الميتون.
4-لم افهم لماذا لم تعد الاغاني الطربية تُشعل حواسهم؛ او تضبط ساعات إنتظارهم لمواعيد بث اغاني أم كلثوم؛الافلام الجنسية التي كان يتفرد في بثها التلفزيون الاسرائيلي على قناته الثانية؛ او نشرات اخبار صوت العرب “الشقيري ومن خلفه”عندما كان المطلوب من اهلنا والبحر الاستعداد لابتلاع اسرائيل واعوانها بفلسطين؟
5- لماذا لم يسعى اهلنا للتفاعل مع المفردات الجديدة في خطب وخطط سياسينا مثل:- الإصلاح،المديونية وسبل تخفيضها،
الشفافية،الرشادة،
المشاريع المستدامة، التعددية والتشاركية في الراي والرؤيا للوطن، مجلس،مجالس المحافظات، والفئات الاقل حظا،الشباب وضرورة الإنصات اليهم،الاعلام الرسمي..الخ
يبدو اننا بحاجة لحرارة وطنية وانسانية ما لتذويب ما تشمع على حواسنا الجمعية من أوجاع وإحباط نتمى ان يكون عارضا؛ خصوصا وان الكثير من معاني الكلمات التي عرفناها وعلقت في اذهاننا قد استنزفت او فقدت دلالاتها الاجرائية وان شئتم استقالت من معانيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. حالة من الإحباط وانعدام الثقة في ظل تتابع الصدمات النفسية اثر تعسف الحكومات في استخدام سلطتها

  2. نعم اليأس و الإحباط الذي وصل إليه الشعب تسببا في تشمع حواسه جميعها.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى