العنف الأسري.. أسباب وحلول

د. ايمن ابو رمان
العنف يعتبر ظاهرة وقضية اجتماعية هامة منتشرة بشكل كبير في جميع المجتمعات المتقدمة والنامية على السواء لذلك يجب الإهتمام بهذه الظاهرة..
ومن هنا لا بد من التطرق الى معنى العنف وهو:
كل تصرف سواء كان قول أو فعل يهدف لإيذاء الطرف الآخر بإثارة مشاعر الخوف لديه واللجوء إلى أسلوب التهديد. ولهذه الظاهره مخاطر كبيرة على مستوى الفرد والمجتمع ككل.
والعنف له عدة صور وأشكال منها:
العنف اللفظي الذي يكون من خلال التجريح والسب والتهديد والإهانات، والعنف الجسدي أو البدني ويكون بإستخدام القوة الجسدية سواء بالضرب أو الخنق أو التسمم مما يؤثر ذلك بالشخص المصاب وهناك العنف النفسي الذي يكون بهدف القسوة وهو أقوى أنواع العنف حيث يلجأ صاحبه إلى التهديد او التخويف اللفظي المستمر وذلك من أجل إلحاق الضرر بشخص آخر .
ومن هنا فإن استخدام العنف في مجتمعاتنا العربية دلالة على وجود مشكلة ما فالبعض يعتبر العنف بأنه وسيلة ممكن اللجوء إليه لحل المشكلات، وهذا حتما تصرف خاطئ وربما يكون العنف ناتج عن إضطراب نفسي وسلوكي، أو ناتج عن خوف داخلي مخفي مما يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس وضعف الشخصية، ويجب أن يكون هذا السلوك مرفوضا بكل صوره الإجتماعية كما هو مرفوضا أخلاقيا.
أسباب وجود ظاهرة العنف:
قد يكون العنف طبع يولد به الإنسان وربما يكون سلوك يكتسبه من البيئة المحيطة به وأحيانا ينتج العنف بناء على مايشعر به المرء من القهر والظلم وانعدام العدالة مما يجعله يتجه نحو هذا السلوك دفاعا عن نفسه، ولا ننسى ان هناك دور كبير لما يعرض على وسائل الإعلام من مسلسلات وأفلام سواء للكبار او للصغار في توليد العنف بكافة اشكاله.
ومن الاسباب أيضا الجهل وعدم نشر الوعي الكافي بين الأفراد وانتشار البطالة والفقر وعدم المقدرة على توفير الإحتياجات الأساسية في الحياة .
ويمكن القول ان الكثير من الرجال يستخدمون العنف البدني سواء مع النساء أو الأطفال وبالمقابل هناك ايضا بعض النساء يستخدمن العنف اللفظي ويعود السبب في توجههم إلى هذا النوع من العنف حينما يواجهون مشكلة وتفشل بينهم لغة الحوار فحينها يريد كل طرف من الأطراف أن يثبت للآخر بأنه هو الأقوى وأنه على حق.
ويمكن القول ان العنف بكافة صوره وأشكاله موجود في كل المجتمعات وبمختلف الطبقات والمستويات فهو متواجد بالأسرة والعمل والجامعات والمدارس.
ولكن العنف الأسري هو من أهم الأشكال التي يجب أن نلتفت إليها لتأثيره الكبير على تربية أبنائنا وتكوين شخصياتهم وعلى طريقة تعاملهم مع الآخرين في المستقبل.
اضافة إلى ما ذكر فإن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى العنف الأسري ايضا:
الفشل في لغة الحوار بين الطرفين وقلة التواصل وسوء فهم الطرف الآخر. وعليه لا بد من وجود حلول للتخلص والإبتعاد عن هذه الظاهرة ومن اهمها:
– زيادة الوعي الأخلاقي والسلوكي والتربوي والوعي الثقافي بين الناس للتعرف على ظاهرة العنف والوقاية منها.
– تنظيم ندوات تعريفية تعرف بحقوق الأطفال ولمعرفة حقوق كلا الزوجين اتجاه الآخر
– محاربة ظاهرة العنف من قبل وسائل الإعلام
– الإبتعاد عن الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء
– إيجاد حلول جذرية لمشكلة الفقر والبطالة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى