.الفارس والبغشيش

[review]الخميس 15-7-2010

قال صديقي الفنان غازي قارصلي : اقترب منّي بملامح صحراوية، وبسمرة وتقاسيم فريدة، يرتدي ثوباً بدوياً مهيبا، وشماغاً مهدّباً، يتقاطع على صدره جناد جلدي، عُرى الرصاص ينحدر بشكل قطري من اعلى صدره الى خاصرته اليسرى، بيت المسدس على يمينه والشبرية على يساره..انحنى لي قدّم لي فنجان قهوة من دلة نحاسية في احد فنادق عمان طمعاً «بالبغشيش»..خجلت ان أتناول الفنجان من يده وانا جالس ..فهذا اللباس الأردني الأصيل، لباس الفارس يستوجب مني أن اقف له و»اتهيأ»..لا بل علي أن انحني له اجلالا وحباً…

***

أوافق غازي بشعوره…فهذه ليست المرة الأولى التي يكتب فيها عن الموضوع فقد كتبنا سابقاً وكتب قبلنا زملاء كثر، لكننا نشعر انه من الواجب التذكير للمرة الألف كلما شاهدنا هذا الموقف..

مقالات ذات صلة

صحيح، ما الذي فعلوه بتراثنا؟ لباس.. يقطر هيبة ورهبة ووقارا ..صار يلازم مهناً بسيطة مثل : «فتح السيارات» للضيوف، وصب القهوة، وتأمين المواقف .. والعزف على الطبلة والنفخ على القربة…نحن لا نعيب مهنة احد..الشغل ليس عيباً مهما كان ..لكن لا نريد ان نبدل الصورة الرائعة المرسومة في ذهن الضيف القادم الى عمان عن الفارس الأردني المغوار ابن العشيرة بلباسه التقليدي الموصوف اعلاه ..بصورة ذلك العامل البسيط الــ «باحث عن بغشيش»..

ارجو من وزارة السياحة، الايعاز لهذه الفنادق وغيرها من المرافق السياحية ..الا يستخدموا هذا اللباس في مهن لا علاقة لها به.. البتة!.

* الصورة تعبيرية

ahmedalzoubi@hotmail.com

أحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى