“الأسد” ليس “أسدا”! / صالح عربيات

“الأسد” ليس “أسدا”!
في الغرب حين تزور حديقة الحيوانات ترتعب من هيبة الأسد فهو بكامل قوته وأناقته.. وفي إحدى المرات زرت حديقة الحيوانات في مصر، فقالوا لي: تستطيع ان تلتقط صورة مع الأسد في قفص مجاور، ويكون التقاط الصورة بعد جلوس الاسد بشكل جانبي خلف قضبان الحديد فتمد يدك وتحضنه من الخارج بحيث لو التفت تحميك القضبان. بصراحة قبل ان أشاهد الاسد كنت مرعوبا وتسارعت دقات قلبي، ولم أرغب اطلاقا في هذه التجربة، لكوني أخاف من الكلب فكيف بالأسد ولكن وقوف بعض السيدات وخوفا من الحرج جعلني أقول “الموت ولا المذلة”.. وحين ذهبنا الى القفص وشاهدت الاسد إذ هو عجوز يعاني من السكر والضغط والروماتيزم وأجزم انه لم يتعشى من أسبوع.. فأشفقت عليه وطلبت من المدرب أن يغض النظر عن الصورة كوني سأحلف لاقربائي بعد مشاهدتهم الصورة مليون يمين أنه أسد ولن يصدقوني.. فلا يوجد أسد في الدنيا لايقوى على النهوض، وليس في فمه أسنان ليأكل الخيار وليس اللحوم، وأظن أنه عايش على الشوربة.. وهو على أقل تقدير من مواليد الحرب العالمية الاولى، وربما آخر فريسة استطاع أن يفترسها كانت عام 1952، وبعد هذا التاريخ كل طعامه “دليفري” من المطاعم لأنه لايقوى على ازاحة الذباب عن عينيه وليس افتراس الحيوانات!
صدق توقعي، وحين عدت الى بلادي لأتباهى برجولتي وأنني تصورت مع أسد.. قال لي أحدهم: لم أعهد فيك انك كذاب.. يارجل (حماتي) أشرس من هذا الاسد فهو نائم في الصورة، هذا ربما (قط) يعاني من السمنة المفرطة وليس أسدا، ثم شاهدها صديق لي وقال: أين التقطت الصورة.. في مستشفى العجزة.. ثم قال لي آخر: لماذا تقف خارج القفص؟! هذا الاسد واضح أنه يعاني من شلل أطفال وكان يجب أن تطعمه بيديك!
اليوم يروج الإعلام صورا لصمود “الأسد”.. ومن خبرتي المتواضعة متى ابتسم الأسد واستسلم للعدسة فاعلم أن الأسد ليس أسدا!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى