سارة والقمر / د. محمد الحاج

د. محمد حاج محمد
ساره والقمر

في بستان طفولتها زرعت احلاما .
روتها بكلمات وعبر،
أهدتها لدالية العنب، لشجرة الزيتون
و لجارها القمر.
ساره أحبت زائر الليل،
تنتظره وتضحك له،
ولعشقها له تسرج الخيل.
فارسة هي، تشهر سيفها إذا غاب،
وتعاتبه إذا لم يطرق عليها الباب،
و تاخذه وتسرقه حتى من بين السحاب.

قالت: انا منك وأنت مني
شرقية مثلك وهلالك يمثلني.
يحبك دجلة والفرات وكل صابر
في القدس و في مرج ابن عامر.
في ليله غاب بدر الأمصار.
جاء قمر الدم والنار
عاصفة مفاجئة أحرقت
بستان ساره، وإعلامها
وجعلها ضائعة لاجئة.
بحثت عنه، عن وطنها
عن الحضارة في العيون
وعند أبواب السفارة.
قالوا لها: قمرك غاب وماتت اوتاره،
ابحثي عنه في السفن و البحر
فهو بقايا قمر.
سرق الموج ساره
وأصبحت طعما في السنارة.
وحدها طفت ، حقيبة أحلامها .
لمحت القمر، قمر وطنها،
قالت: ساتبعك إلى شواطئ جديدة
لازرع شجرا ، ابني بيتا وميناء ،
يرسو فيه قمر الشرق و نجوم السماء ،
لتنثر بخور عمان ، فلسفة عمون،
وأرز لبنان ومجد زنوبيا قاهرة روما،
وبانية القلاع و الحصون .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى