لا نريد الخلوات ولا اجتثاث الفساد

لا نريد الخلوات ولا اجتثاث الفساد
يوسف غيشان

بين الفينة والأخرى نكرر أخطاءنا في قضيتين: الأولى هي إعادة سيناريو الخلوات، والثانية هي الحديث عن اجتثاث الفساد من جذوره..
الخلوات -باعتقادي- اثبتت فشلها تماما، وهي بلا مبرر على الإطلاق، فبإمكان الوزراء الاجتماع كما يشاؤون في مقر الحكومة بكل عادي تماما، واتخاذ القرارات التي يتفقون عليها والشروع بتنفيذها….. فلا احد منا يجلس على قلوبهم، ولا احد منا يستطيع تجاوز الحرس.
أما الخطيّة الثانية ، فهي الحديث عن اجتثاث الفساد من جذوره، وهذه قصة انتشرت عام 1993، وربما كانت قبله ايضا، وكانت عناوين للصحف والمجلات الصادرة آنذاك.
بعد اشهر تبين ان هذا الشعار كان مجرد أن من يكبّر حجره لا يضرب.. وتعرفون الحال ..وتدركون كيف تناسل الفساد وفرّخ منذ ذلك اليوم حتى الان..
يا عالم يا هو:
لا نريد اجتثاث الفساد، فالفساد موجود وسيبقى موجودا ما دامت المجتمعات البشرية موجودة، فلا وجود للمدينة الفاضلة لا سابقا ولا حاليا ولا لاحقا….الفساد ظاهرة سلبية ترافق المجتمعات البشرية بشكل طبيعي، والحديث عن اجتثاثه هو حديث مستحيل الا باجتثاث المجتمعات البشرية.
نريد فقط الحد من الفساد وجعل كلفته عالية على مرتكبيه ومقترفيه ، نريد محاسبة الفاسد والمفسد حسب القانون، نريد ان يكون الفاسد منبوذا ومكروها من الجميع ، نريد ايقاف صناعة الفساد ، والشروع في العمل على جعله في ادنى مستوياته.
لا نريد ايضا تقليم الفساد…. ليعود لنا اقوى بثماره السوداء المنتنة، نريد ان نحاصره ونقاتله بكل ما اوتينا من حب للوطن……وأن تظل المعركة مستمرة دوما.
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى