ضاقت حتى فاضت الحناجر / عبدالله ابو النصر

ضاقت حتى فاضت الحناجر وتلعثمت خوفا ووجعا…
خوف يتسلل كما الوباء.. شيئا فشيئا ينعق بزوال ما تبقى من راتب اصابه الهزال.. ضعيف هو فالدينار لم يعد دينار وضعيف من القروض المتتالية وما سقط سهوا وحياء في الكفالات.. فيخرج في آخر الشهر على استحياء بنصف برواز والنصف الآخر… عفوا سيدي الموظف.. تم الاقتطاع… تم الاقتطاع
يعود من جديد ليرتب الاولويات.. لكن النصف الآخر من البرواز لا يكفي فهو كما على استحياء قد جاء لم يخبرنا أنه على استعجال.. ولم يخبرنا أنه هزيل فقط.. بل كان يسعل دما قانيا ووجعا متلضيا يحمل زفير الأولاد… أما وعدتنا أبي.. الموظف..بأنك ستشتري لي ملابسا جديدة او حتى فردة حذاء؟ أما أخبرتنا ذات ليلة عن رائحة الشواء؟
أما وعدت أمي أنك ستحضر لها الدواء..؟! ألست من الذين لا يكذبون بالحب والوفاء؟ ألم تخبرنا أننا وأمي كربوع الوطن وما زلنا لا نعرف الوطن فلا ربوع لنا غير سقف من الصفيح وباب كنصف راتبك..
نعم… بلى… أجل….لا… لا…لا أعرف طريقي حينما اعود من باب الصراف ولا أعرف غير الوفاء لكم بكل أنحائكم من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب… لكني خجل من فقري أمامكم ومن ضعفي المتوارث فنحن لا نرث سوى الفقر والعزة وكلاهما ممزوجان بتنهيدة مجبولة بغضب وغصة لا تخرج الا دعاء بدعاء وسيأتينا الله بفرج يمحق به كيد الجبناء وترف الأغبياء… فصبرا ودعاء

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى