مسؤول بـ “داعش” يكشف آلية إدارة الجانب الإعلامي لعمليات التنظيم

سواليف

كشف مسؤول إعلامي في تنظيم “الدولة الاسلامية” الإرهابي، المعتقل على ذمة محكمة التحقيق المركزية في بغداد، عن مراحل التوثيق والإنتاج التلفزيوني للمؤسسات التابعة للتنظيم، مبيناً أن العرض إلى الجمهور كان يحصل من خلال شاشات كبيرة توجد في المناطق التي تحت سيطرته.

جاء ذلك في اعترافات أدلى بها المعتقل، ويدعى “أبو إسلام” -كان يشغل منصب مسؤول نقطة إعلامية تابعة لولاية دجلة في منطقة الزاب، غربي محافظة كركوك-، بحسب ما كشفه القضاء العراقي، في تقرير صادر عنه، الأحد.

وأضاف المعتقل أن”تنظيم داعش سيطر في منتصف العام 2014 على مدينتين في قضاء الحويجة (غربي كركوك)، الذي بدا مرتبكاً، والشوارع متوترة والعجلات مسرعة”.

وأضاف “عند عودتي إلى المنزل أقلني شخص ملثم تبين لاحقاً أنه جاري وعرض علي الانضمام إلى تنظيم داعش، وفعلاً بعد تفكير بالموضوع وافقت على الانضمام لصفوف التنظيم، فميولي الدينية ساعدتني على تلبية الطلب”.

وأوضح أن “الالتحاق بالتنظيم كان على مرحلتين، الأولى دورة عقائدية اطلعنا فيها على كتب ذات طابع متشدد تتحدث عن الجهاد والحور العين، والأخرى مرحلة تأهيل بدني ورياضي وعسكري وتدريب على أسلحة الكلاشينكوف، ثم أخذ التنظيم منا البيعة للخليفة (أبو بكر البغدادي) على ثلاث مرات”.

وتابع أبو سلام “اهتماماتي الإعلامية تعود لما قبل تأسيس تنظيم داعش، حيث كنت أشاهد إصدارات تنظيم القاعدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وولعي بالتنظيم ساعدني على حفظ العديد من الإصدارات لأبو بكر البغدادي وأبو محمد العدناني (قيادي قتل بغارة أمريكية في آب/أغسطس الماضي) عن ظهر قلب”.

وأشار الى أن “التنظيم وافق على انخراطي في مجال اهتماماتي وقام بتنسيبي إلى نقطة إعلامية تابعة لولاية دجلة في منطقة الزاب، وهي عبارة عن (كرفان) يوجد فيها مكتب وجهاز حاسوب، مرتبط بشاشة عملاقة في الخارج، يعرض فيها نشاطات الولايات التابعة للتنظيم وخطابات البغدادي والعدناني قبل مقتله”.

وأكد المعتقل أن “المواد الفيلمية كنت أتلقاها من مسؤول الاعلام في قاطع الزاب على حافظة الكترونية (فلاش ميموري)، اسبوعياً، طولها قد يصل في بعض الأحيان إلى 25 ساعة مصنفة على الولايات بحسب جهات الانتاج”.

وأفاد أبو إسلام أن “إصدارات مهمة قمت بعرضها، من بينها قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، وحادث قتل الأقباط المصريين على الساحل الليبي، وجنود سوريين، وآخرين عراقيين قتلوا بالموصل على ثلاث دفعات الاولى غرقاً بالاقفاص، والثانية قصفاً بقذيفة (ار بي جي)، والأخيرة صعقاً بحبل متفجرات”.

ولفت أن “عملية التوثيق التلفزيوني تمر بثلاث مراحل، وهي التصوير من قبل مصورين محترفين، واعداد المواد الفيلمية من الجهة المنتجة، والعرض من خلال النقاط الإعلامية”.

وتعقيبا على ما أورده القضاء العراقي من اعترافات للمعتقل، قال خبير في الشؤون العسكرية إن تنظيم “الدولة” خفف في الفترة الأخيرة الاعتماد على الجانب الاعلامي وركز على الجانب العسكري؛ بسبب خسائره المتكررة”.

وقال خليل النعيمي العقيد المتقاعد في الجيش العراقي، إن “تنظيم داعش ركز على الجانب الاعلامي بشكل كبير عامي 2014-2015 بعد ان تمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الاراضي في العراق، وكان يهدف كسب التأييد له إلى جانب إرباك القوات الأمنية”.

وأضاف النعيمي أنه “الآن وبعد الخسائر التي تعرض لها التنظيم لم يعد هناك جدوى من التركيز على الجانب الإعلامي، فلا وجود لانتصارات كبيرة يحققها التنظيم، لذا قلل التركيز على الجانب الاعلامي وركز على الجانب العسكري”.

وخسر تنظيم “الدولة” خلال الاشهر الماضية مساحات واسعة من الاراضي شمال وغرب البلاد لصالح القوات الامنية العراقية خصوصاً في محافظات الأنبار (غرب) وصلاح الدين ونينوى(شمال).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى