المعارضة بين افلاس الخيارات واللعب بالمتاح !! / ديما الرجبي

المعارضة بين افلاس الخيارات واللعب بالمتاح !!

الثورة يصنعها الشرفاء ويرثها ويستغلها الأوغاد ..
بعد خمس سنوات على ثبات الموقف برفض المفاوضات قررت المعارضة السورية ان الوقت قد حان لتعويض الخسائر التي لم تطال إلا الشعب السوري لتخوض الأخيرة غمار تجربة “البيع المبرر” أو
” التفاوض اللامشروع” في حضرة دي مستورا وبرعاية الأمم المتحدة تحت عنوان سطرته الإرادة الروسية ب ( دعوة جميع الأطراف إلى اصلاحات بمشاركة الجميع )؟!!
الرموز لا تُمثل الشعب.
ان ما يتم نقاشه في هذه المرحلة البائسة من وضع سوريا يعني أمراً واحداً وهو إطالة عمر بقاء النظام الأسدي الذي من مصلحة الكثير من دول اوروبا أن تبقيه في سدة الحكم، والبحث عن حل سياسي بعد حرب استنزاف استمرت خمس سنوات يعني اعتراف بشرعية النظام والعبث بحقوق الشعب السوري ، ولا أعتقد أن المعارض الذي يجلس إلى طاولة المفاوضات يُمثل الأداء الفردي في الميدان بغض الطرف عن هويتكم “المُعارضة” والتي يشبحها الغموض واللبس.
ما زالت المعارضة تلعب لعبةَ الكراسي الموسيقية ولا أدري هل تعتقد بأنها ستصل إلى آخر كرسي وتجلس اليه عندما تتوقف الموسيقى أم أنها ستبقى تدور حول الكراسي وتخرج من اللعبة حيث أن تخلف أدائها لن يسعفها في هذا السباق السلطوي ؟!!
وكلاء الحل السياسي .
أين الوكالة التي حصلتم عليها للتفاوض باسم سوريا الشعب؟؟ الذي هُجر ودُمر وقُتل ونُكل به واغتصبت أطفاله ونساءه ورجاله أيضاً ؟؟
بعد أن هُتك النسيج الوطني وصُنفت الصفوف بالارهابية والعميلة والانبطاحية والاسدية والبطيخية ؟ هل تتوقعون أن يَمثَل الأسد وايران وروسيا والأمم المتحدة لمطالبكم التي لا تبتعد عن تحقيق حلم السلطة لكم ولا تقترب من انصاف الشعب السوري ودمه ولو بشق صاروخٍ ضربتموه على القصر الرئاسي على حين نية اسقاط النظام أو انتصاراً لشعبكم؟!!
اغلب المعارضين الذي سيذهبون للتفاوض مع النظام يعيشون خارج سوريا كلاجئيين سياسيين من المغضوب عليهم من قِبل النظام السوري الذين قرروا على حين قوميةٍ مؤقتة أن يحملوا قضية الشعب السوري وهم يجلسون بعيداً عن البراميل المتفجرة والابادات العشوائية .
هذه التنازلات التي تقدمونها إلى روسيا والنظام ستظلم أهم مطالب الشعب السوري وهي تنحي الأسد، وقد تكون فرصة مناسبة في خضم التفاوض لإستعادة المناطق التي تسيطر عليها قوى الثورة والمعارضة، وتعيدها لسيطرة النظام، وسيكون وقف إطلاق النار من طرف واحد (هو القوى الثورية المسلحة)، بينما يعطي القرار لروسيا أن تستمر في قصف السوريين المدنيين بذريعة الحرب على الإرهاب..
إلى أين تأخذون حقوق الشعب السوري أيها المعارضون ؟!!!

والله المُستعان

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى