برواز الخشب / ميس داغر

برواز الخشب

احتاجت عايدة، ابنة مخيّم الجلزون، إلى صورةٍ لمنظرٍ جميل تزيّن بها جدار غرفة ضيوفها المتواضعة، فنزلت إلى السوق تبحث عن واحدةٍ بسعر ملائم. وأضمرت في نفسها أن تبتاع صورةً بإطارٍ خشبيٍ، فهي تفضّل الأطر الخشبية على غيرها نظراً لمتانتها وقلّة تكلفتها في آن واحد.
في محلٍ شعبيٍ دخلت إليه عند باب المخيم، عرض البائعُ عليها ثلاثة براويز مع أسعارها: صورة لقبة الصخرة في إطار من الألمنيوم، سعرها 20 شيقلا. صورة لسور عكا في إطار من البلاستيك، سعرها 10 شواقل. صورة لزعيم وطني مهم للغاية، نتحفظ عن ذكر اسمه اتقّاء الحسد، في إطار من الخشب، سعرها 100 شيقلا.
الصور الثلاث لم تُعجب عايدة. لكنها، وقبل مغادرة المحل، رفعت بين يديها صورة المسؤول المهمّ، وبدأت تتفحّصُ بأصابعها- والاستغراب لا يفارق محيّاها- الإطارَ الخشبيّ للصورة. ولمّا تأكدت من متانته، سألت البائع بجديّة وبنيّة صافية مثل العسل: منذ متى ارتفع سعر الأطر الخشبية إلى هذا الحد؟

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى