هل الأردن لصوص وعابرو مرحلة ووجع..؟

هل الأردن لصوص وعابرو مرحلة ووجع..؟
ا.د حسين محادين

بداية؛المجد لشهداء الوطن.. فلاحيه..معلميه وعساكرة فهؤلاء هم بناة إنجازات الاردن وحماته..لذا وجب علينا انصافهم عملا وارتقاء بمكاناتهم السامية كما يفترض؛والا تخيلنا شرذمة لصوص هنا أو هناك لأنهم يعتبرون لا أكثر رغم شدة وجعنا منهم وليس عليهم .
– أقول؛ في مسيرة اي مجتمع يمكن أن تضطرب بوصلة الاتجاهات ؛لكن بوصلة الوطن القلب لا تحتمل الاهتزاز ابدا..و مع هذا ففي بلدنا الصابر ثمة غموض معرفي لاحداث لا تجد من يفسر حدوثها لنا بعد أن يستفتي قلبه ومنجزات الوطن كي يبدد غموضها أو حتى ضبابيتها المكينة على حواسنا عبر الأسئلة المدببة الاتية:-
1- لماذا أصبح اهلنا الطيبون يغفلون إنجازات الأجيال المتعاقبة التي سبقتهم وهم غلال الوطن الأذآن.. دور علم ..قضايا امة وانجازات؛ فأصبحت احاديثنا اليومية راهنا تقتصر فقط على كمشة أسماء يتهمون بالفساد والنفوذ لمنحرف ؛إلى حد نسينا معه وبحكم كثر الزن والتكرار معاني أفراحنا ببيادر الغلال ، وغابات من أسماءالشهداء والمواقف للرجال الاوفياء لأهلنا وبلدنا المغالب لواقعه القاسي على الدوام .
2- الفساد موجود بلا شك عبر الاعتداء على المال العام واستثمار الوظائف لدى بعض المسؤولين ؛ لكن المفسدين ايضا ليسوا هؤلاء فقط ؛ فهناك فساد مواز ونمارسه نحن بدرجات ومسكوت عنه نقدا وتحليل اصلا منظومة قيمنا في الرجولة والاخلاق معا ؛ ويتجلى ذلك في تعزيز وتوقير المواطنيين طوعا للفاسدين بشتى اشكالهم عبر دعوتهم إلى بيوتهم أوالى دواوين عشائرهم ليتصدروا الجامعات والخطبات والمجالس العامة؛ أو حتى استضفتهم في قراهم مقابل استبعادنا للأوفياء والاكفياء ممن هم أهلحقا لصدارة المواقع والمجالس العامة ؛و لا ننسى ايضا قيام المواطنيين/نحن في الاعتداء على الكهرباء والماء والتهرب الضريبي تجسيدا لعقلية النهبه، أو أن هذا مال عام للدولة “ظالمة وغير عادلة” يجوز سلبه كما يفتي البعض منا ،أو حتى قيام بعض الموظفين بسرقة أدوية الفقراء والمساعدات العينية المخصصة للفقراء والمحتاجين، أوحتى تويوتا نحن إلى من لايستحق لإشغال الوظائف العامة ؛والسعي المنحرف عبر الواسطة لترقيتهم على حساب موظفين أخرين اخوة لنا هم الأحق والأكفأ من سابقيهم.
3-أن الاعتداء على الفضاء والنظام العام الذي يمارسه المواطن الأردني هنا أو هناك لا يقل إيذاء عن خمسة المعتدين على المال العام وأقصد هنا تحديدا:-
ا- عدم احترام نظام السير واعطاء الأولويات لعبور المشاة ،او المرور الآمن على الشوارع مع ملاحظة ودخول كسائقين على الدواوير مثلا.
ب- إطلاق العيارات النارية واصوات السماعات في ساعات متاخرة واحيانا إغلاقنا للدخلات والمنافذ ضمن جامعاتنا في الاتراح ؛واحتفلاتنا في الافراح ومناسبات النجاح في المدارس أو الجامعة موسميا مع الأبناء والاصدقاء.
ج-عدم احترام نظام “الدور” كجزء من ثقافتنا السائدة للأسف رغم ارتفاع نسبة التعليم لدينا أمام السرفيس و عند الشراء في الافران والمولات ،أو في الدوائر واثناء مراجعات الشركات والوزارات بدواىرها المختلفة لاسيما في المحافظات.
د- كثرة الولائم الباذخة والاستعراضية في الاتراح؛ أو حتى في الافراح للموسرين عموما؛ والقاء الكثير المتبقي من الطعام والحلويات في القمامة للاسف ؛ في الوقت الذي يمتنع فيه اغلبنا عن التفكير أو حتى تقديم ولو جزء بسيط من تكاليف هذا العرط الاجتماعي الزائف -غير الديني معنى ومبنى بالتأكيد- إلى إخوتنا الفقراء واسرهم في الأحياء المحيطة بها أو في حوارنا أو للجمعيات العاملة على تعظيم قيم التكافل في مجتمعنا الذي أصبح يعاني من القيم الفردية الاستهلاكية الموجعة.
اخيرا ؛كلنا ضد الفساد والتجاوز على النظام العام وحقوق الآخرين هكذا نزعم غالبا ؛ما دامت كلها لا تشمل عائلتي وعشيرته أو حتى محافظتي شخصيا..فهل بالغت في تشخيص العلمي والموجع تماما كصورة اي منا في مرآة الحقيقة التي نمارس عادة؟

*جامعة الحسين- معان.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى