حابب تمشي لازم ترشي!!! / د.بسام روبين

حابب تمشي لازم ترشي!!!

ان الرشوه تعتبر سلوكا سيئا غير قانونيا ولا اخلاقيا ولم تعد حكرا على المجتمعات العربيه بيد انها باتت الاكثر شيوعا بين الامراض الاجتماعيه التي تقود الشعوب الى المجهول ويعتبر الفقر وغياب العقاب والبعد عن الدين البيئه الاخصب لتفشي الرشوه وانتشارها لذلك فان الحكومات هي من تتحمل المسؤوليه المباشره عن ذلك لأن اخفاقها يعتبر السبب الرئيسي في إفقار الشعوب وعدم تطبيق القوانين وهو ما دفع بعض اصحاب النفوس المريضه لاختيار هذا المسلك الغير انساني بحجة تحسين الاوضاع وسد العوز لمواجهة الغلاء
إن انتشار الرشوه يضر بالدوله وبالمواطن معا لأن الاموال التي يتقاضاها المرتشي عادة ما تكون على حساب اموال كان من المفترض ان تقيد لحساب الخزينه وترفع من قيمة الايرادات ناهيك عن انعكاساتها الخطيره على باقي المواطنين لان الراشي سيعمد لتحصيل تلك الاموال من المستهلك وبالتالي إما ان تتضرر نوعية البضاعه او الخدمه التي يقدمها الراشي او انه سيحمل قيمة الرشوه لسعر البيع ما يخلق تضخما متزايدا تاركا الدخول لا تتناسب مع اركان الحياه الكريمه ونحن في الاردن استسلمنا لهذا السلوك السيء وبات مبررا من قبل الكثيرين واصبحت ثقافة اللي حابب يمشي لازم يرشي مشروعه عند البعض وباتت موضة الرشوه في مختلف المواقع والمستويات شأنا عاديا يجبر الكثيرين على التعامل معها وهذا أوجد حاله من الفوضى الغير اخلاقيه في اسعار السلع والخدمات المقدمه للمواطنين ويشترك في المسؤوليه عن ذلك التردي مع الحكومه التجار الجشعون والمرتشون حتى ان المواطن اصبح ضائعا بين مطرقة الحكومه وضرائبها المفرطه وغضها الطرف عن قضايا الرشوة الضخمه وسندان التاجر الجشع الذي يسعى لتحقيق الربح في اقصر وقت وهذه الحاله المرضيه هي من اوجدت مواطن يرتشي ومواطن اخر يرشي واذا استمر الوضع على هذا المنوال فان المصير سيكون مجهولا لان الرسول صل الله عليه وسلم اخبرنا بأن العقاب ينتظر القريه التي تنتشر فيها الرشوه والزنا اجارنا الله وحمانا من ذلك العقاب متمنيا على الحكومه ان تعيد النظر في سياساتها الضريبيه التي اثقلت على المواطن وان يهدي اولئك التجار والمرتشين الى طريق الصواب والإحساس بالمسؤوليه والمواطنه الصالحه لكي يستطيع المواطن العيش بقليل من الكرامة لان الاسعار الحاليه باتت لا تطاق ولا تتناسب مع معظم الدخول بالمطلق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى