نطالب بحل مجلس النواب الثامن عشر / المهندس عبدالكريم ابو زنيمه

نطالب بحل مجلس النواب الثامن عشر
منذ هذه اللحظة وقبل تشكيل وانعقاد المجلس النيابي الثامن عشر نطالب بحله ،لأنه وكما يقول المثل “وسومها على خشومها “،غالبية الشعب الأردني يعرف ومن آلان من هم أعضاء المجلس القادم ، فالمال القذر هو المحرك الرئيس للعملية الانتخابية ،وإذا ما سألت أيّاً كان عن القوائم أو التكتلات الانتخابية فأن الأجوبة هي قائمة فلان وقائمة فلان…الخ ، ولا أحد يجيبك بالقائمة الوطنية أو قائمة العمل أو قائمة الفجل والبصل ، ففلان هو من يشتري أعضاء قائمته بوزن أصواتهم ،وبعبارة أخرى إن لكلٍّ منّا ثمن في سوق الانتخابات !
هل حقاً أن الذي رصد الملايين للفوز بالمقعد النيابي همه الوطن والمواطن ؟ وهل سيفكر بالوضع العام عند جلوسه على المقعد النيابي ؟ هل سيكرس وقته للتفكير بالتشريعات التي تخدم الوطن والمواطن ؟ هل سيراقب أداء الجهاز التنفيذي للحكومة ؟ هل سيحارب الفساد بكافة أشكاله ؟ هل سيعمل على تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والشفافية ؟ هل سيعمل على استرداد الأموال المنهوبة وزج اللصوص والحرامية في السجون ؟ أم سيكون جزءاً من مؤسسة الفساد ومدافعاً ومشرعاً وحامياً لها ؟؟؟ كيف سيسترد ملايينه التي أنفقها على حملته الانتخابية؟؟؟! ما هو دافعه الحقيقي لتبذير ماله القذر للفوز بمقعد نيابي؟؟؟!
هذا القانون من أسوأ القوانين الانتخابية ،ومن أعظم مساوئه أنه جاء مفصّلاً تفصيلاً لأصحاب المال ومعظمه مال حرام ، ومن مساوئه أنه يعمل على تفتيت النسيج الاجتماعي الأردني لأن هذا القانون سيفرز نواباً لأنفسهم وليس نواباً للشعب ،فنوابنا ماتوا منذ خمسينيات القرن الماضي وكذلك زعماؤنا ،لقد ولى زمن العز والفخار عندما كان الشعب يختار من هم أهلاً للوطنية والكرامة والشهامة والنزاهة لينوبوا عنهم في كل المحافل ،ولى الزمن الذي يترشح فيه أبن الكرك المسيحي في خمسينيات القرن الماضي عن دائرة القدس ويفوز بالمقعد النيابي بفكره ووطنيته وخلقه وسلوكه ، فنواب اليوم غالبيتهم تجار شعارت وتجار مصالح وسماسرة للمواطنة والوطنية ،أما الزعماء فقد رحلوا ،وشيوخ ووجهاء وعباءات اليوم جلُّها من أهل الرويبضة ، كل هذا الانحطاط أفرزته قوانين الانتخاب العبثية والغياب الحقيقي ليس للإصلاح وانما حتى لنية الإصلاح مع غياب سيادة القانون والمحاسبة والعدالة وتوارث وتوزيع المناصب والمحسوبية مما أدى الى توحش وتغول وتغلغل مؤسسة الفساد في كافة مفاصل الدولة !
هناك معاناة ومعضلة حقيقية في كافة المناطق الانتخابية في تشكيل قوائم انتخابية بأستثناء قوائم المال القذر ،فكل مرشح يتوجس من الآخر ،الكل يطمع بالفوز ،الكل يمسك بآلته الحاسبة يجمع ويطرح ثم ينضم أو ينسحب من القائمة المتعثرة إلى أخرى ، الكل يهمس ويحرض ربعه وجماعته أن يحجبوا أصواتهم عن غيره ،في الجانب الآخر المواطن يتساءل : كم هي بورصة الاصوات هذا اليوم ؟!!!ويا للأسف هناك غياب كامل للبرامج الوطنية في الحملات الانتخابية !
في ظل هذه الأوضاع المتردية والمزرية “مديونية ،تضخم ،تآكل الاجور ،البطالة ،انهيار أقتصادي…الخ ” وبدلاً من دق كل نواقيس وأجراس الخطر ،وبدلاً من حشد كل الجهود والطاقات والفعاليات ،وبدلاً من حشد كل المفكرين والخبراء الوطنين لعقد مؤتمر وطني لمواجهة الاخطار التي نعيشها ونواجهها نجد وكلاء السفارات الاجنبية وسماسرة الأوطان والصلعان من كل حدب وصوب يتشدقون ويبشرون بالمستقبل المشرق الذي لن يأتي بوجودهم ما داموا في سدة المسؤولية ،يتغنون بالاعراس الديمقراطية ،يزاودون بالوطنية والانتماء ،يستنسخون نفس المشاريع الوهمية والاستراتيجيات الجيوفضائية بلغات أجنبية !!!
هذه الانتخابات لا تعنينا وكذلك المجلس التشريعي ،نحن الشعب الاردني أصبحنا خارج التأثر والتأثير ،فكل شي أصبح قابلاً للمساومة ونحن لا نملك ما نساوم عليه،فقط ال (7%)يملكون رأس المال ويملكون الحكومة والمجالس التشريعية والمناصب والنفوذ والقصور ،هم يساومون ويتصارعون على من يفوز بوكالة السفارة الامريكية ووكالة السفارة الإسرائيلية والبريطانية !
رحم الله شهداء الوطن…رحم الله المجالس النيابية …رحم الله نواب الشعب العربي الأردني الذين رفضوا نقل مبلغ وقدره (46) دينار من بند في الموازنة الى بند آخر في الموازنة نفسها لمخالفته للقانون .

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. ارجو العمل على التحضير لمظاهرة للمطالبة بحل المجلس الثامن عشر يوم الانتخابات وعلى ان تنطلق هذه المسيرة في جميع المحافظات ويكون التجمع في المياديين العامة ودعوة كافة وسائل الاعلام العالمية لتسليط الضوء عليها لاظهار الحجم الحقيقي للمقاطعة التي يتوقع ان تصل الى 90% من القوة الانتخابية.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى