زخم تطبيعي مؤسف / عمر عياصرة

زخم تطبيعي مؤسف

وفد رياضي اسرائيلي يشارك بدورة رياضية في دولة قطر، تلتها ذهاب وفد رياضي صهيوني الى امارة ابو ظبي، ترأسه وزيرة الثقافة الاسرائلية، ميري ريغيف، المشهورة بعنصريتها وكرهها للعرب.
الزيارة الاهم، كانت لرئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتياهو، الى سلطنة عمان، حيث لاقى حفاوة كبيرة والتقى سلطان عمان قابوس بن سعيد.
لا اجزم ان الزيارات الثلاث منسقة، لكني أراها مقصودة وتصب في خانة التطبيع العربي المجاني مع اسرائيل بدون اشتراط استعادة الفلسطينيين لحقوقهم.
هذه الزيارات تخدم اجندة وحسابات حكومة نتنياهو، ولا سيما داخليا، وتؤكد صوابية ادارة ظهرها للفلسطينيين، كما انها ترسل برسائلها القاسية للصمود الفلسطيني.
لكن الاهم في تلك الزيارات انها تخدم اجندة الرئيس ترامب في فرض سياسة الامر الواقع على الفلسطينيين، وتُظهر العواصم العربية بمظهر المساند لإسرائيل لا للفلسطينيين.
لا حجة للعرب بالقيام بمثل هذه الخطوة، لا مبرر ولا منطق، فعملية السلام متوقفة، ولا اجواء مناسبة للمفاوضات، فكيف ترضى دولنا العربية بمثل هذا التطبيع المجاني المؤسف؟!
ألا يدرك هؤلاء انهم باستضافة نتنياهو ووفوده الرياضية والثقافية، يكونون اكثر انحيازا لإسرائيل، وانهم يدعمون منطق ترامب القائم على تصفية القضية الفلسطينية؟!
استمعت للقاء ابن علوي على قناة الجزيرة الذي يفسر فيه زيارة نتنياهو لمسقط، لم يقنعني، رأيته مرتبكا، وذكرني حين اغلقت سلطنة عمان المكتب التجاري لإسرائيل عام 2000 تحت ذريعة دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
مرة اخرى لا يوجد مبرر لمثل هذه الزيارات، الا انقاذ نتنياهو ودعم شعبيته، فالسلام متوقف بفعل التصلب الصهيوني والانحياز الاميركي، لذلك نستغرب سيولة عواصم العرب تجاه القضية الفلسطينية.
قد يكون لترامب دور في الضغط على تلك العواصم التي استضافت الصهاينة، لكنه ليس بمبرر، فصفقة القرن تواجه انتكاسة سببها صمود الفلسطينيين، وارجو ان لا يعبث العرب بهذا الصمود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى