الحفاظ على تماسك الأسرة . . !

الحفاظ على تماسك الأسرة . . !
موسى العدوان

في ” أحاديث المساء ” التي كتبها أدهم شرقاوي، نصح الزوجين وهما عماد الأسرة بما يلي، وأقتبس بتصرف : ” على كل طرف أن يفهم طبع الطرف الآخر، لا يمكن أن تتعامل مع شيء لا تفهمه. فالشركات تضع في الأجهزة الكهربائية نشرة إرشادية تشكّل دليل استعمال للمستخدم. وهو ما يجعل الأداة الكهربائية طيّعة بين يديه فالطباع هي دليل الاستعمال !

الزوجة مخلوقة كثيرة التذمّر، والزوج مخلوق قليل الرضا. وعندما تتذمر الزوجة فهذا لا يعني أنها كارهة، وعندما لا يرضى الزوج فهذا لا يعني أنه ليس محبا. طبيعة المرأة أن تتذمّر وطبيعة الرجل أن لا يرضى ! عندما تتذمر الزوجة فليس بالضرورة أنها تريد حلا، هي على الأغلب تعرف أن ليس بيده حلا لمشكلتها، ولكنها تريد منه أن يستمع لها لا أكثر، فكن زوجا مستمعا جيدا !

وعندما لا يرضى الزوج فليس بالضرورة أنه يريد أن يغيّر زوجته، الرجل يطلب المزيد دوما ! فعدم الرضا عند الرجال هو الذي غير العالم إلى الأفضل. لو رضوا بالأحصنة ( الخيل ) ما اخترعوا السيارات، ولو رضوا بالسيارات ما اخترعوا الطائرات ( ولو رضوا بالطائرات ما اخترعوا الأقمار الصناعية )، ولو رضوا بموت أحبتهم بين أيديهم، بسبب مرض أو جرح عابر ما اخترعوا الأدوية. الرضا أحيانا يؤدي إلى التخلف، والشعور بالنقص هو الحافز في التقدم نحو الأفضل.

مقالات ذات صلة

يتذمّر أحدنا أحيانا من زوجته وقد يشعر أنها غير ضرورية له، وأنه يمكنه أن يتدبر أمره دونها. ولكن عندما تمرض ينفطر قلبه، وعندما تغيب عنه يشتاق لما كان يزعجه منها. وهذه دلائل التعامل الطبيعي بين الزوجين فحافظوا عليها . . ! ” انتهى الاقتباس.

* * *
التعليق :
1. إن طبيعة الحياة والضغوط النفسية التي نعيشها هذه الأيام، قد تخلق نوعا من الخلافات البسيطة بين الزوجين. ولكن إذا ما زاد الجدال بين الطرفين فقد تكون نتيجته مؤذية وتدمّر العلاقة الزوجية، فتهدم ما أمر الله به أن يُبنى. والإجراء الصحيح في هذه الحالة، هو أن يجد كل طرف عذرا للطرف الآخر وأن يتصف بالصبر، فقد تزول حالة الغضب والتوتر وتهدأ النفوس بعد بضع دقائق، ثم يسود الوئام بين الطرفين في جو اسري رحيم.

2. وعلينا أن نتذكر دائما قوله تعالى في محكم كتابه : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ ). كما قال للرجال أيضا : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )، ( وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ).

3. أما الرسول عليه الصلاة والسلام فقال : ( واستوصوا بالنساءِ خيراً )، ثم قال في خطبة الوداع : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ).

فهل بقي بعد هذا الحديث من يخالف قول الله تعالى وقول نبيه الكريم، فيما يتعلق بالحفاظ على رباط الزوجية المقدس وتماسك الأسرة، كي تشكل الخلية السليمة في بنية المجتمع ؟

التاريخ : 24 / 11 / 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى