جبّرها قبل ما تنكسر / عمر عياصرة

جبّرها قبل ما تنكسر

مع نجاح اضراب امس الرافض لقانون ضريبة الدخل الجديد، تكون البلد قد دخلت في طور جديد يحتاج الى لغة مختلفة وعناية خاصة.
الناس بعد الامس يشعرون بالثقة بأنفسهم، فقد قالوا “نحن هنا” بطريقة ابداعية، والاهم ان الهم الجمعي عاد للظهور بعد سنوات عجاف من الذاتية وقيم الفهلوة.
الانكار لم تعد سياسة مجدية بعد الامس، بل يمكننا القول إن سحب قانون الضريبة لم يعد حلاً ناجعا للتعامل مع الازمة المجتمعية التي شاهدناها خلال الايام الماضية.
الناس يريدون وقف السياسات الاقتصادية التي مارستها الحكومات المتعاقبة على مر السنوات الغابرة، يريدون نهجا جديدا، يرغبون بحلول لا بمسكنات، كما ان التسويق لما تريده المؤسسات الدولية لم تعد تنطلي حيلته على الجمهور.
ما جرى بالامس يمكن استثماره من قبل القصر، انه شرعية من نوع مختلف، حيث يمكن للملك الاستناد اليه للبدء بعملية مراجعة عملية حقيقية للنخب وللنهج الاقتصادي ولطبيعة تشكيلة الحكومات وللتشريعات الناظمة لحياتنا السياسية.
لسنا مضطرين – لا سمح الله – لتكرار مشهد هبة نيسان في عام 1989، التي انعطفنا بعدها نحو نهج جديد، لا بل استثمارا لشرعيتها، اطلق الملك حسين تغيرا رائدا لا يمكن الا الثناء عليه.
من هنا تبدو الفرصة مناسبة، واستباقية، كي تنحاز الاجندة نحو المصالح الوطنية، والكرامة الشعبية، والرغبة الصادقة في العطاء، والتخلص من كل الاسماء التي وترت العلاقة بين الدولة ومواطنيها.
انا متأكد ان الملك يراقب من كثب، وبات يعرف قدرة الناس على الانتظام في عمل احتجاجي، وهو اكثر الاشخاث ادراكا للهجمة التي تواجه البلد.
من هنا، ولأجل ذلك، نتمنى على رأس الدولة عدم تمرير الحادثة بالصمت، وعدم القبول بالانكار الذي تعيشه مؤسسات الدولة، فلابد من قرار يمهد لحل، ونتمنى ان يتم يتم تجبيرها قبل أن تنكسر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى