العميل الأنيق رمضان قديروف / أنس الطوايعة

العميل الأنيق رمضان قديروف
أثبت الروس دهاءهم وحنكتهم على الطريقة الامريكيه والبريطانيه في استخدام عملائهم باحتراف ، وتنصيبهم رؤوساء وزعماء مقربين من شعوبهم .

في الآونة الاخيره تحدث الإعلام بشكل كبير عن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف ،
الذي أثارت شخصيته جدلا إعلاميا واسعا ، قبل أن يسدل الستار عن هويته الحقيقه وأهدافه السياسيه والدينية .

روسيا وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عانت كثيرا في الشيشان التي تعتبر إحدى الدول التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، حيث تعتبر روسيا الشيشان أرضا تابعة لها ومن أجل ذلك خاضت معارك كثيره أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 الف شيشاني .

وطوال سنوات عديدة ، واجهت روسيا عدد من القادة العرب والشيشانين ، الذين اضاقوا روسيا أشد أنواع العذاب ، ومن أهم هذه الأسماء التي استشهد معظمها على أيدي القوات الروسية .

مقالات ذات صلة

جوهر دوداييف
سليم خان يندرباييف
أصلان مسخادوف
شامل باساييف
خطاب.

بعد المقاومة الكبيره والخسائر المتزايدة في القوات الروسية ، قامت روسيا باستخدام سلاح الإسلام الذي تعلم مدى تأثيره على عقول الشيشانين الذين يقدسون الإسلام وتعاليمه وأصحاب الفكر الدعوي والجهادي .

فاظهرت حليفها وعميلها الاستراتيجي ، رئيس الشيشان الحالي رمضان قديروف والذي ظهر للمجتمع الدولي كرجل دين راهب متواضع ، يسعى للسلام والمساواة وتوطيد العلاقات بين روسيا وبلده الشيشان .

قديروف وبسبب الدعم الروسي والغربي ، وسيطرة الإعلام استطاع أن يجذب قلوب العديد من البسطاء الذين صدقوا تلاعبه ولم يكتشفوا تأمره على الشيشان والإسلام ، وخصوصا من خلال بعض المقاطع المصورة التي يظهر فيها خاشعا باكيا أثناء ادائه الصلاة أو أية مناسك دينية صوفية .

قديروف لم يستطع أن يخفي تبعيته لروسيا أكثر من هذا الوقت ، ليبدأ علنا بإعلان ولائه لبوتين واعترافه علنا انه لن يخالف روسيا ابدا ، بل وأظهر دعمه لبشار الاسد ومعاداته لأعداء روسيا التي أقر بأن الشيشان جزء لا يتجزأ منها ولن يقبل بديلا عنها .

الاعتى من ذلك إعلانه في مؤتمر إسلامي كبير عقد في غروزني ، انه سيحارب جميع الفصائل الاسلاميه المعادية لروسيا ، ووصف المجاهدين بالارهابين ، كما أكد أن الشيشان لن يقبل على أرضه إلا الطائفة المتصوفة ، وان الوهابية والسلفية والإخوان وغيرها من الحركات الإسلامية هي صاحبة منهج كافر وسيقتل بيده كل من يؤمن بها على أرض الشيشان .

قديروف خدم روسيا أكثر من الروس أنفسهم، بل وخلال فترة حكمه ، لم نسمع بأي محاولات شيشانيه للاستقلال أو التحرر من القبضة والهيمنة الروسية ، التي احكمت على قلوب الشيشانين الذين باتوا تحت رحمة السجون الروسيه والشيشانية ، وأصبح الجيش الشيشاني بعد أن كان محاربا لروسيا صديقا وخادما لرئيسه بوتين والقصر الأحمر .

لا أنكر ابدا أن الروس استطاعوا خداع الجميع بعميلهم الأنيق صاحب اللحية الشقراء ، الذي يملك الدهاء الكافي لإقناع الناس بأنه الرجل المسلم المتواضع صاحب الخلق الحسن .

قديروف عميل من طراز رفيع المستوى ، سيجعل من الشيشان عما قريب مقاطعة روسية كما كانت قبل أنهيار الاتحاد السوفيتي.

الاكثر خطورة على الساحة الشيشانية هو ظهور الحركة الصوفيه ، وانتشارها اللامحدود في الشيشان حيث باتت المنهج المعتمد الوحيد للإسلام والمسلمين هناك ، في محاولة لطمس أهل السنة والجماعة وإلغاء الجهاد والدعوة إلى التحرير ويذكر كبار العلماء أجمعوا على أن الصوفيه ضرب من الكفر والشيطان حيث تقوم على الرقص والطبل وعبادة القبور والأولياء والشرك بالله.

قديروف العميل الأفضل في العالم ، وهو نموذج للعديد من حكام الظل الذين خدموا أعداء أوطانهم وجعلوا من شعوبهم عبيدا للطغاة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى