لفضح أميركا.. قناة إيرانية تعرض House of Cards تحت اسم “بيت القش”

كسرت قناة التلفزيون الحكومية الإيرانية المعايير المتشددة لما يبث عبر شاشتها، من خلا بدئها عرض مسلسل الدراما السياسية الأميركية House of Cards الذي تنتجه Netflix، فيما يعتبر سابقةً تاريخية.

ويبدو أن الهدف من عرض المسلسل وصل إلى الشعب الإيراني، حيث قال أحد من شاهدوا أولى حلقات جزئه الأول، الذي بدأ عرضه أواخر سبتمبر/أيلول 2016، محمود كاظمي، في تعليق له على عرض العمل لوكالة AP الإخبارية الأميركية، وهي تستعرض آراء الجمهور من العاصمة طهران حول العمل “العمل يظهر قذارة السياسة والسياسيين في الولايات المتحدة.. يفعلون أي شيء للوصول إلى السلطة”.

 

House of Cards دراما سياسية وصفه تقرير موقع إيراني – نقلت AP جزءً منه – بأنه، “عمل درامي ينقل بحرفية الخداع الذي يرافق الأجواء المعقدة لبيئة المشهد السياسي في (الولايات المتحدة المتحضرة الليبرالية) بالإضافة إلى الخيانة والتعطش على السلطة وحتى علاقات السياسيين خارج إطار الزواج وتورطهم في أمور مخجلة تصل حد ارتكاب الجرائم يقف وراءها النخبة من السياسيين في تلك البلاد”.

ويعد المسلسل من أنجح المسلسلات الأميركية في الـ 10 سنوات الأخيرة، ويحكي قصة فرانك آندروود (كيفن سبيسي) وزوجته كلير (روبن رايت)، وهما زوجان يصعدان سياسياً بواسطة خلطة من المؤامرات يحيكانها من العيار الثقيل، والقتل والفساد حتى يصلا سدة الحكم ويسكنا البيت الأبيض.

 

ويُعرض المسلسل على قناة Namayesh الحكومية الإيرانية يومياً في تمام الساعة 11 مساءً بتوقيت طهران، مدبلجاً إلى الفارسية ويحمل اسم Khaneh Poushaly وترجمتها “بيت القش” مع قطع أجزاء منه لاحتوائها على مشاهد جنسية وعري.

ورغم التحسن في العلاقات الإيرانية – الأميركية بعد توصل البلدين للاتفاق التاريخي حول الملف النووي الإيراني في العام 2015، فليس من المفهوم سبب عرض المسلسل في هذا التوقيت، فقبل الاتفاق حاولت الحكومة صدّ كل ما يتعلق بالثقافة الأميركية، وعرفت الولايات المتحدة في الإعلام الإيراني بـ “الشيطان الأكبر” ليأتي House of Cards ليؤكد كلام الساسة طوال سنوات حكم الدولة الإسلامية منذ وصول الخميني إلى سدة الحكم في العام 1979 بعد نجاحه بالإطاحة بحكم الشاه.

 

ورحّب الطالب فارناز راحماني أحد متابعي المسلسل بعرضه “أياً كان السبب” لأنه يملأ وقت فراغه بمشاهدة عملٍ جميل، “ربما يجذب المزيد من المشاهدين للعودة لمتابعة التلفزيون الإيراني” حسب تعبيره.

بينما قال آخر لـ AP، إن الحكومة تهدف إلى “إثبات” أن سياسيي الولايات محتالون.

ومن أجل أن يذاع أي برنامج أو عمل فني على التلفزيون الإيراني، لا بد من موافقة مؤسسة الرقابة على البث في الجمهورية الإسلامية، والتي عادة ما يعين مديرها من الرئيس الإيراني.

كما أنه من غير المعروف ما إذا كانت إيران نسّقت عرض المسلسل مع Netflix رسمياً، كما لم يعّلق الإيرانيون على نسبة المشاهدة التي حظي بها المسلسل.

ورغم الرقابة المشددة من الحكومة على وسائل الإعلام والانترنت، فإن الإيرانيين يتمكنون من مشاهدة الأفلام الأميركية والمسلسلات عبر نسخ غير مشروع للأقراص المدمجة، وVPN الذي يمكنهم من مشاهدة كل ما هو محظور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى