غزة وتكريس الانفصال / جروان المعاني

غزة وتكريس الانفصال
دون الدخول بتفاصل ودلالات فان تكريس مفهوم الدولة الغزاوية (غزة) بات يتأطر ذهنيا لدى العديد من الجهات الفلسطينية والعربية بوعي وبغير وعي، والمطلع على نتائج الاستفتاء الذي اجراه مركز القدس للاعلام بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت يستطيع ان يدرك مرارة هذه الحقيقة حيث طبيعة الاسئلة التي وجهت للجمهور في (الضفة الغربية وقطاع غزة .!!) وحتى طبيعة الاجابات تقول ان كل الدم الذي نزف في العام 2014م ابان العدوان الاسرائيلي على غزة يكاد اليوم يقطف نتائجه العدو الاسرائيلي .
قرأت كثيرا من المقالات والتحليلات حول الاستطلاع وحول ما انجز عقب العدوان اسرائيليا وفلسطينيا وكلها تؤكد تكريس مفهوم انفصال غزة الارض عن الضفة سياسيا وعمليا وكل ما عدا ذلك هو ذر للرماد في العيون فيا ايها الفلسطينيون تنبهوا فبعد استفراد العالم بالمقاومة بعيدا عن رموزها من السياسيين تكاد خريطة الطريق تتضح، وسيصرخ احدهم ما شأنك بهذا الامر سيكون جوابي، شأني اني ذرفت دمعا غزيرا على غزة ابان العدوان وشأني انه اذا اردنا ان نعرف ما هو مستقبل الاردن علينا ان نعرف ما يحدث في فلسطين ..!!
حين كنا نتحدث عن المؤامرة الكونية على الشعب الفلسطيني ما كنا ندرك ان من سيدفع الثمن دما هم السوريين والعراقيين واهل اليمن، وحين قرأنا كتاب صراع الحضارات اعتقد بعض العارفين ان مدخل تصفية القضية الفلسطينية والغاء فلسطين عن الخريطة سياتي من بوابة تشويه صورة الاسلام والمسلمين وثبتت صحة هذه المقولة ولكنا قوم لا نصدق الا ما يقوله الزعماء الامريكيون.
تتسارع الاحداث وتمر الايام نفرح لكل تغير في صيغة الخطاب الاسرائيلي ونعده تنازلا ثم نكتشف انها لم تتنازل لكن عقولنا الصغيرة هيأت لنا ذلك، فمن المبادرة العربية السعودية الى المبادرة الفرنسية جرت مئات اللقاءات بين الاطراف الفلسطينية واسرائيل وفي كل مرة كانت هذه اللقاءات تؤكد على وحدة ارض اسرائيل وشتات الفلسطينيين فالفلسطينيين (اطراف) واسرائيل واحده هكذا ندرك معنى تكريس الدولة الغزاوية .
لدي شكوك كبرى حول نتائج الاستفتاء واكاد اجزم ان الحرب القادمة على غزة تقترب حيث نتائجها الانفصال التام او اجتثاث المقاومة وفي كلا الحالتين فلسطين خاسرة وقد سمعت احدهم يقول (ليكن ذلك فقد تعب الفلسطينيين من الموت الا ترضى ان تكون غزة ثمنا لعودة القدس) اجبت، واهم انت، فتات القدس الذي ستعطينا اياه اسرائيل سيكون سيطرة شكلية على مقدسات تكاد تفقد قدسيتها امام الدم الغزير وفتات لارض ستديره اسرائيل كون القدس واحدة عندها ونحن جعلنا القدس قدسين غربية وشرقية ولن تكون لنا سيطرة الا اسمية على موظفي المسجد الاقصى وبعض المدارس..!!
سنتين مرتا على حرب غزة بكل ما تحملانه من مواجع ازددنا فيهما ضعفا ومهانة نسير باتجاه مزيد من ضياع الانسان واختفاء العقل العربي وتخاذل وعجز رسمي لبقايا دول الكرتون في حين ازدادت اسرائيل علوا وتمكنا في الارض .
سنتين مرتا على اطعام الغزاويين المرارة والموت وكان اقصى فرحنا ان نرى طفلا فلسطينيا يحمل سكينا ليطعن جنديا من العدو او مستوطن سلب الارض وفي مقابل ذلك مزيدا من الشهداء وهتك الكرامة ومزيدا من التعلق بلعبة البوكومون..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى