ما بين المناضل تامر حسني و تضحية تريزا الهلسا

ما بين المناضل تامر حسني و تضحية تريزا الهلسا وبطولة الجندي ابراهيم فارس الشمايله.

بقلم : محمود الشمايله .


في مشهد درامي جدا، لحظة وصول المناضل تامر حسني الى ارض الاردن ، جمهور غفير لم يستطع ان يتمالك نفسه ، بعظهم هتف باعلى صوته ( نفسي آأء فيما اكملت الجوقة قائلة أئولك انت عندي بالحياة ،،

اما الفتيات فكان البكاء هو الاداة الاقرب للتعبير عن فرحتهن ونشوتهن بانتصارات تامر حسني ،،

مقالات ذات صلة

امام هذه الدراما العربية الوجدانية التي كان من المفروض ان تحرك دواخل المتعبين من ابناء وطني ، لا ادري فيما اذا كان من الواجب ان نمارس البكاء والفرح بذات المعاناة حتى لو كان ذلك خلف شاشه صغيرة والا سوف نتهم باننا عديمي الاحساس ولا نقدر الفن واصحابة .

تقتلني حيرتي وانا افكر كيف امارس انسانيتي فيما لو قدر لي ان اقف في حضرة المناضلة المسيحية الكركية الاردنية تريزا الهلسا ،ولكني حتما لن اشعر الا بالفخر والاعتزاز وانا اطبع قبلة على جبينها تحت عنوان الانتصار العربي في زمن الهزيمة ،
تريز الهلسا عادت الى ارض الوطن وحيدة لم يستقبلها سوى عدد قليل من الاهل والاقارب وبعض الاصدقاء ، وصلت ارض الوطن بعد ان تم تحريرها من الاسر في صفقة تبادل اسرى حيث امضت سبعة سنوات في سجون الاحتلال الصهيوني، تريز اختطفت طائرة على متنها ٣٠٠ يهودي وكانت شروطها ان يتم اطلاق سراح الاسرى الفلسطينين من السجون الاسرائليه ، انتهت العملية باصابة احد الضباط بعيار ناري اطلقته تريز ثم القي القبض عليها ( الضابط هو نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائلي

تريز رفضت عدة عروض لمنحها الجنسية من سبعة دول عربية ولكنها آثرت العيش في عمان لتكحل عينيها بجبال نابلس والقدس وتحلم في الصلاة في بيت لحم مع كل فجر

الجندي ابراهيم فارس خميّس الشمايله ، فقد في احدى المعارك في النقب ، واعتبر في عداد المفقودين ، كان ابراهيم قد توغل خلف خطوط العدو ليصل الى ام الرشراش ثم الى اطراف سينا ، نفذ ابراهيم عدد من العمليات الفدائية النوعية قتل فيها عدد كبير من الصهاينة ودمر عدد من الاليات ، وكان الجيش الاسرائلي يعلن عن ذلك دون معرفة الفاعل ، بعد ستة اشهر عاد ابراهيم الى الوطن بمساعدة الجيش المصري الذي قدم له الذخيرة والطعام خلال وجوده في ام الرشراش ،،.
ام الرشراش قرية اردنية محتلة بنيت عليها ايلات الان

لم يستقبل ابراهيم سوى عدد قليل من زملائه في الجيش و دون ان تذرف الدموع لا حزنا ولا فرحا .

مات ابراهيم في منتصف التسعينات ولم يكن راتبه التقاعدي قد تجاوز ال ١٠٠ دينار…

يا الله ما اجمل الابطال الذين قدموا تضحيات كبيرة لاوطانهم ، انهم يموتون بصمت ويحيون بصمت ،، لهم هيبة لا نفهم مصدرها نحترمهم ونقدرهم هكذا دون ان نعرف عن تضحياتهم اي شيء .

الى روح عمي المرحوم ابراهيم الشمايله الف سلام ،،
والى المناضلة تريزا الهلسا ،،،باقة من التحايا وبيدر من الامنيات بالصحة والعافية ،.،،

والى جمهور تامر حسني في الاردن ،،
هل تجرؤون على الوقوف في حضرة تريزا الهلسا؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى