12 ثانية فقط / باسل النجار

12 ثانية فقط

12 ثانية فقط كانت كفيلة بقلب موازين المعادلة رأسا على عقب ، عندما يتحدث رئيس دولة مع شعبه عبر مكالمة مجانية لم تكلفه سنتا واحدا ولمدة تقل عن ربع دقيقة ، تأكد تماما بأن لديه ثقة بشعبه .. ثقة بناها قبل 12 عام ، عندما بدء بالنهوض بتركيا .. اما عندنا فإن الطامحين والحالمين بأن يصبح ” سعادة النائب ” ويحمل نمرة حمرة على سيارته، بوزع اكم سدر منسف وشوية كنافة وبده يكسب فيهم ثقة شعب !!

12 ثانية حركت اطياف الشعب اجمع ، المعارض والمؤيد والمناصر والمحايد ، ليكون الشعب كله مثل رسمة جميلة كل منهم يضفي عليها بصمته . . على الرغم من كثرة معارضيه على الساحة الحزبية والسياسية .

12 ثانية اشعلت لهيب المواطنة في نفوس من وضع صوته في صندوق الاقتراع ، وكسر لأجله كل معادلات الحياة . . حتى صار المواطن التركي الحر بصدره الاعزل يتقدم على الدبابات والعسكر ، وخرق كل العادات والاعراف فاصبح الشعب يدافع عن الرئيس و يقاتل الجيش ،،
لتثبت هذه التجربة لجميع المؤسسات والمجالس والشعوب . . ان القوة والكلمة هي بيد الشعب وليست بيد افراد والقاب . .

مقالات ذات صلة

12 ثانية فقط تكلم بها وقد بدت القوة والسيطرة على ملامحه .. على الرغم من ان الجيش قد انقلب على الحكم ..
الا انه ما زال مسيطرا على اجهزة الاستخبارات والشاشات الاعلامية ، التي تضاهي بقوتها مدافع الدبابات .

يلومون الشارع الاردني لكثرة متابعته لأحداث تركيا حيث سهرت عيون شريحة كبيرة من المجتمع لمتابعة اخبار الانقلاب اللذي فشل ، هذا دليل تعطش الشعب – الشباب خصوصا – ليعيش تجربة ديموقراطية حقيقية .. يدافع بها عن صوته بكل ما لديه من قوة .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى