مسؤولون منزعجون من السفيرة .. تكثر من الأسئلة الحساسة !!

سواليف
لا تبدو السفيرة الأمريكية النشطة أليس ويلز مهتمة بإقامة جسور موثوقة من العلاقة الإيجابية مع المجتمع الرسمي الأردني، ومؤسسات ورموز الدولة، بقدر ما هي مهتمة بإلتواصل مع أكثر النقاط والملفات حساسية في بنية المجتمع. الأهم أن السفيرة لا تبدو متحمسة او معنية بالاهتمام بتغيير الصورة النمطية عنها خصوصا داخل الصف الرسمي.
تلك الصورة تقول إن السفيرة تبدو»متعالية» وغير ودودة تجاه مصالح الدولة الأردنية، وفي بعض الأحيان والتفاصيل التي لا يعلن عنها المسؤولون «عدائية» إلى حد ما، وفي الوقت نفسه تتمتع برؤية نقدية لمسار الأحداث ولا تتورع عن توجيه أسئلة «حساسة» غير معتادة، أو عن القيام بأفعال ونشاطات وأقوال خارج المألوف ومثيرة للجدل.
سجل السفيرة ويلز بالقياس والمقاربة كبير، وبدأ من سؤالها الذي يتردد على كل لسان في نخبة عمان حول عدد أبناء قبيلة بني حسن في القوات المسلحة، مروراً برغبتها في تناول الطعام التقليدي في منطقة تماس على الحدود بين سوريا والمملكة، وينتهي بحضورها العلني لنشاط محدود له علاقة بحرية «المثليين» مجاملة لأصدقاء لابنتها، كما تقول تقارير الرصد الأمني الدبلوماسي.
عندما استضافها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني الدكتور حازم قشوع وأهداها ثوبا تقليديا، قررت ارتداءه على الفور وخرجت للضيوف لتعلن «أنا الآن أردنية»، ما دفع كثيرين خارج النشاط الرسمي للبدء بتدقيق طبيعة الخيوط المطرزة على الثوب الهدية لتحديد مقدار»أردنيته».
تحركات ونشاطات وتعليقات سفيرة واشنطن عموما متعددة ومثيرة للجدل، وفي الكثير من الأحيان»غير متوقعة. مؤخرا صعّدت من لهجتها النقدية وهي تستفسر من نشطاء سياسيين عبر أعوان لها عن منظومة النزاهة التي سترافق الانتخابات المقبلة بعد إقرار قانون انتخاب جديد.
مهتمون خبراء رصدوا تصاعدا في الاستفسارات الفنية عند مجموعة العمل في سفارة واشنطن بعد تبادل «التمريرات» الأمنية بين عمان وموسكو ودمشق على هامش الملف والمشهد السوري مؤخرا. داخل الفريق الدبلوماسي الذي تشرف عليه السفيرة تصدر تباعاً التقارير «المزعجة» التي تتوقع الأسوأ لمسارات الاقتصاد الأردني.
حتى في الطاقم الاقتصادي الوزاري يشكك بعض الوزراء بأن «الشغب» الذي استفسر عنه البنك المركزي حول خلفيات التقديرات السلبية على سعر الدينار مصدره تقارير السفارة الأمريكية، وفي بعض الجوانب يقر موظفون بيروقراطيون بأن استفسارات غريبة تردهم أحيانا من الأمريكيين مثل التساؤل عن ارتفاع فاتورة الطاقة، وعن تداعيات سعر اللحوم ونقاش «الأعلاف» الذي يخص تجار ورعاة الأغنام.
وفي الفكر الاقتصادي الحالي يربط كثيرون داخل دوائر القرار الأردني بين تصنيفات قاسية مؤخرا صدرت عن البنك الدولي بحق الأداء الاقتصادي الحكومي الأردني، وبين «التقييمات الكيدية» التي تخرج عن السفارة الأمريكية.
في مدينة الزرقاء وبوضوح غمزت السفيرة من «الحاكمية الرشيدة» للإدارة الأردنية، ملمحة لأخطاء متعددة في إدارة مشاريع بعشرات الملايين دفعتها بلادها من أجل تحسين مستوى البنية التحتية، وبالتالي نمط المعيشة في المدينة التي تعتبر من معاقل السلفية الجهادية.
لذلك يتابع قسم مختص في وزارة الخارجية الأردنية فعاليات وحراكات السفيرة. ويصنف خبراء في إدارة معنية دبلوماسيا تصرفاتها في بعض الأحيان بأنها «شرسة» وتغادر السياق الدبلوماسي في بعض الأحيان وتستوجب «المراقبة».
وزير الخارجية ناصر جودة شخصيا لا يبدو «مرتاحا» لسفيرة واشنطن، وهي كذلك لا تبدو مهتمة بالتعاون معه ولا تبدو مرتاحة لفريقه. ولا تخفي سفيرة واشنطن لبعض زوارها تسريبها لمعطيات الخلاف في قراءة حوادث محددة في الأردن من بينها قضية مقتل مدربين أمريكيين في حادثة عرفت باسم «الموقر»، ولاحقا الهتافات التي صدرت من خمسة آلاف حنجرة أردنية أثناء تشييع جثمان الشرطي الأردني الذي ارتكب جريمة الموقر.
يقول الكثير من المصادر العليمة اليوم إن الخلاف الباطني مع الأمريكيين يتجاوز ما هو معلن بخصوص تعقيدات المشهد السوري وبرامج التعاون والدعم لفصائل المعارضة المسلحة.
«القدس العربي» استقبلت صحافيا أمريكيا كان مصراً على طرح السؤال التالي: لماذا أوقف الأردن غاراته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؟
في دوائر أعمق من وزارة الخارجية تتسلط الأضواء بقوة على السفيرة أليس ويلز، ويتنامى الشعور بأنها تلعب دوراً غامضاً أو غير ودي تجاه المصالح الرسمية والحكومة، أو في أفضل التفسيرات لا تبدو «مريحة أو متعاونة».

بسام بدارين – القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. للفطاحل السفيرة ويلز خريجة جامعة Pardee-Rand لأحد تخصوصاتها الجامعية…جميل ..! ما عليكم إلا البحث عن المؤسسيين لهذه الجامعة لمعرفة المزيد عن العقل الذي تعمل من خلاله..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى