الاعتراف بفضل الجيش العربي

الاعتراف بفضل الجيش العربي
موسى العدوان

في كتابه ” أيام لاتنسى ” كتب المؤرخ سليمان الموسى بتاريخ ٢٨ آب ١٩٨٢، عن تضحيات الجيش العربي الأردني في فلسطين عام ١٩٤٨ مايلي واقتبس:

” وأنتم يا إخواني جنود الجيش العربي وضباطه، لقد عشت معكم سنوات غالية من عمري وأنا أتتلع الهضاب الوعرة التي قطعتم دروبها، والمعارك الدامية التي خضتم غمارها.سرت معكم بقلبي وعقلي أيام الحرب خطوة خطوة عشتها معكم.

كنت شاهدا على الدماء التي نزفت وبللت تراب الأرض، على الجراح التي أصابتكم هنا وهناك، على الآلام المبرحة، على العرق والدموع، على التأوهات الحزينة والأشواق الضائعة.

مقالات ذات صلة

كان هدفي أن اعطيكم بعض حقكم، لأن الذي أعطيتم – مهجكم العزيزة وأعماركم – أكبر وأعظم من أن يوفي حقه كاملا. كنتم المثل الأعلى للمحبة التي تعطي بسخاء وعن طيبة خاطر، تعطي كل شيء دون أن تأخذ شيئا.

وكيف أستطيع أنا أو بيتطيع غيري أن يرد لكم جميلكم ؟ أنتم الذين وقفتم في وجه الموت، أنتم الذين ألقيتم بأنفسكم في لجة النار. ماذا يستطيع الوطن أن يصنع لكم ؟ أنتم الذين سهرتم وشقيتم بينما كان غيركم يغط في النوم ؟

على هذه الصفحات أحمل لكم اعتراف الوطن بجميلكم، لكي يبقى ذلك الاعتراف ما بقيت الكلمة – شاهدا لكم علينا نحن الذين لم يكن لنا الشرف الذي نلتم: أن نحمل السلاح ونحارب الغزاة. فلتكن الليالي الطويلة التي سهرتها في رسم هذه الكلمات باقة حب بين أيديكم. وليكن هذا الكتاب شاهد حق مع أبنائكم وأحفادكم، لكي يقول كل واحد منهم بفخر : كان أبي جنديا من جنود الجيش العربي “. انتهى الاقتباس.

* * *
التعليق :

١. ما أعظم هذا الكلام، الذي يجب أن يكتب بماء الذهب للأجيال اللاحقة، اعترافا بتضحيات الجيش العربي، التي يجهلها أبناء هذا الجيل، والطارئون على هذا البلد.

٢. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو : هل حافظنا على إرث أولئك المضحين، أم فرطنا به نتيجة لسوء قراراتنا، أو أضعناه بأبخس الأثمان ؟

٣. رحم الله الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، ورحم الله المؤرخ سليمان الموسى، الذي فعل خيرا بتدوين ما استطاع من تاريخ العمليات العسكرية، التي قام بها أبطال الجيش العربي في حرب عام ١٩٤٨، على ساحة الأراضي المقدسة، رغم سوء النتائج العامة.

التاريخ : ١٧ / ١٢ / ٢٠١٩

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى