.تماثيل الشمع!!

[review]

الاثنين 29-8-2011

ليلة العيد.. تدير الريح دواليب الملاهي المنسية على همهمات "ابراهيم قاشوش".. ويتأرجح الصمت على أراجيح الغائبين، لا أطفال هذا المساء..فهم مشغولون بالموت.. لا ضحكات لا العاب لا احلام لا عربات لا كلمات..

 

مقالات ذات صلة

ليلة العيد … تطوف ورقة توت في حوض نافورة مطفأة ،وتغفو فراشة على كتف وردة،  الحدائق في الشام سجون، والرصيف مغامرة ، وشراء "كوز" من التسالي مؤامرة..والدعاء إرهاب، والقتل ممانعة ، والتنكيل صمود…

 

ليلة العيد لا هلال في السماء الا الهلال الأحمر..ولا شيء يأتي على المقاس الا الموت..ليلة العيد كل شيء يتأخر عن الوقت..الا "الشبّيحة" والجنائز التي تخرج من أفواه المساجد الى التراب..

 

ليلة العيد .."فترينات" الشام حزينة..فهنا بدلة على مقاس "حمزة الخطيب" لم يجرؤ أحد على شرائها… ياااه كم تشبهه،لقد الح في آخر عيد على اقتناء واحدة مثلها  ، قالوا له:وعدٌ  ان نشتريها لك العيد القادم ..وظل قابضاً على وعده ومات..ما اقرب الموت وما أبعد الفرح .

 وهنا على الواجهة فستان معلّق على مقاس الطفلة "ليال" كم كان سيبدو جميلاً لو لم تمت ، وهذه "بلوزة" أنيقه ، تليق بالطفل ثامر الشرعي ، كان يحب الارجواني ، فلبس دمه ومات..وهذا القميص المعلّق " ليوسف الدرعاوي"..آآآه حتى قميصك مصلوب يا يوسف وقد قّدّ من حُلم؟…

 

ليلة العيد، لا حياة في "فترينات" الشام ، لقد سرقت ملابسكم تماثيل الشمع، وقلّدت قوامكم و خطفت مقاسكم وادّعت الحياة .. استردوا ملابسكم واحلامكم ودمائكم وأوجاعكم ايها الخالدون فالشام لكم "والشمع لهم"..

حمزة الخطيب ،ليال، ابراهيم قاشوش، يوسف الدرعاوي، ثامر الشرعي ايها الحميويون ،الحمصيون،الدرعاويون ،الدمشقيون، الزوريون ، الشغوريون  ، انتصبوا مثل الاصابع في الكف هذه الليلة فقط…لنقول لكم كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم شقائق الحرية..وياسميننا الأحمر..

 

أحمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى