كيف نواجه متاعب الغدد اللعابية؟

سواليف – تعد الغدد اللعابية، من أهم الغدد التي توجد في جسم الإنسان وتحتوي على عدد كبير من القنوات الرقيقة وملايين الخلايا، التي تتولى عملية إفراز اللعاب ومجموعة من الهرمونات. ولا يحتاج المرء لرؤية الطعام على الطاولة لكي يسيل لعابه، بل يتم تحفيز الغدد اللعابية عن طريق الإشارات الشعورية والمحفزات الحركية مثل المضغ.
وأوضح البروفيسور، كورنيليوس كلاين، المتحدث الإعلامي باسم الجمعية الألمانية لجراحة الفم والوجه والفكين، أن المرء لديه ست من الغدد اللعابية؛ حيث يوجد زوجان من الغدد اللعابية أمام وأسفل الأذن الخارجية، واثنان على الجانب الداخلي لعظم الفك السفلي واثنان أسفل اللسان، بالإضافة إلى عدد كبير من الغدد اللعابية الصغيرة، التي تنتشر في الغشاء المخاطي للفم، مثل الشفتين والوجنتين واللثة واللسان.
نظافة وعناية
وتتمثل المهمة الأساسية للعاب في جعل الطعام قابلا للهضم، علاوة على أنه يساعد على نظافة الفم والعناية بالأسنان. ومن جانبه، قال البروفيسور ديتمار أوسترايش، نائب رئيس الجمعية الألمانية لطب الأسنان: “يعد اللعاب أحد السوائل المهمة في الجسم؛ نظرا لأنه يسهم في الحد من البكتيريا والجراثيم في تجويف الفم والتخفيف من الأحماض، بالإضافة إلى أنه يساعد على إصلاح الأسنان من خلال معادلة فقدان المعادن”.
وأضاف البروفيسور كلاين، أن الغدد تعد بمثابة محطات طاقة حيوية حقيقية؛ حيث تتعلق الغدد اللعابية بنظام سريان الدم، ويقوم الجسم بإفراز بلازم الدم في الغدد اللعابية؛ حيث يتغير تركيبها أثناء مرورها في الغدد.
وبما أن الغدد اللعابية تعمل بصورة سليمة، فإن معظم الناس لا يولون اهتماما بها، ولكن يمكن للمرء القيام ببعض الأمور، التي تساعد على الحفاظ على صحة الغدد اللعابية، ومنها مثلا الحرص على نظافة الفم مع شرب الكثير من السوائل، وإذا لم يتم إفراز ما يكفي من اللعاب، فإنه يمكن تحفيز هذه العملية من خلال تناول العلكة أو السكاكر الحمضية.
التهابات وحصوات
غير أن معظم الأشخاص لا يدركون أن لديهم غددا لعابية، إلا بعدما تسبب لهم مشكلات ومتاعب صحية، والتي قد ترجع إلى أسباب عدة، منها الالتهابات أو العدوى أو حصوات الغدد اللعابية أو الأورام أو الخرّاج، وإذا كانت الغدد تنتج كمية قليلة من اللعاب بصورة دائمة، فإن ذلك يؤدي إلى جفاف الفم باستمرار.
وبدوره، أشار طبيب الأنف والأذن والحنجرة، جيرالف كيلنر، إلى أنه قد تظهر آلام في الفم والوجنتين بسبب نقص اللعاب. وتحدد طبيعة الألم الكثير من المعلومات عن المشكلة؛ حيث يشعر المريض بآلام حادة ومستمرة عند الإصابة بالتهابات حادة سواء كانت هذه الالتهابات بكتيرية أو فيروسية، كما تتعرض المنطقة المصابة للتورم والاحمرار.
ويختلف الوضع في حال الإصابة بحصوات الغدد اللعابية؛ حيث تعمل الحصوات على سد قناة الغدة وتتسبب في بعض المتاعب، عندما يتم تحفيز تدفق اللعاب، وعندئذ يتشكل اللعاب، ويتعذر تدفقه، وبالتالي تظهر الآلام.
وإذا قامت الحصوات بسدد قنوات الغدد اللعابية، فإنه يجب استئصالها. وفي حال تعذر استئصال الحصوات فإنه يتم إزالة الغدة نفسها؛ حيث يوجد العديد من الغدد الأخرى، التي تتولى مهمة الغدة، التي يتم استئصالها، ولكن هذه العملية تظل الخيار الأخير في التغلب على متاعب الغدد اللعابية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى