محكومون بالهمل / يوسف غيشان

محكومون بالهمل
يقول شاعر امريكي ، ما معناه ان حلول فصل الشتاء معناه ان الربيع قادم لا محالة. بالتأكيد فإن الرجل، حينما اقترف هذا الكلام، لم يكن (ينتوي) تقديم معلومة بسيطة يعرفها طلبة الثالث الإبتدائي، بل كان يقصد ، انه “ما بعد الشدة الا الفرج” على طريقتنا العربية، وكما عبر عنها الشاعر، من جماعتنا:
اشتدي ازمة تنفرجي
قد آذن ليلك بالبلج
الرجل كغيره من الشعراء، يبتكر لنا حلولا ذهنية، ذات طابع ايحائي، لمشاكل واقعية وحقيقية، مفرطة في حقيقيتها وواقعيتها. ويعكس لنا نظريات الطبيعة على الواقع المعيوش بشكل ميكانيكي فج ، على طريقة التشبية الضمني في البلاغة العربية.
لكن الشعراء لا يستطيعون سوى شحننا بالأمل .. الذي قد يكون مفيدا لنا احيانا،وقد يكون مدمرا ويعوّدنا على انتظار الحلول باختلاف الفصول، وليس بالجهد الشخصي والجماعي المناضل القادر على تغيير الواقع.
لنأخذ انفسنا مثلا، نعرف تماما ان فصل الربيع سيأتي ، وأن دموع عشتار سوف تجف حين يعود حبيبها أدونيس من عالم الأموات الى الحياة، فتتفتح ازهار الربيع . لكن دموعنا لن تجف سواء عاد ادونيس ام لم يعد.
لا شئ يبشر بمقدم الربيع الأخضر والخير ، في ظل ارتفاع المديونية الهائل، والركود الإقتصادي المفرط، وهروب رأس المال المحلي قبل العربي والأجنبي من لدننا، نتيجة سياسات الجباية، حيث تحل الحكومات مشاكلها المالية بحلول آنية تدمر الإقتصاد والتجارة ….وكل شئ.
سوف ياتي فصل الربيع، وتخضرّ الحقول – او ما تبقى منها- وتتفتح الأزهار ، لكن ازهارنا لن تتفتح، فهي تحتاج الى معجزات حقيقية ، والى نظرات اكثر عمقا ومستقبلية ، وهذا صعب في ظل استمرار سياسات الجباية كحل أوحد.
تقول الحكاية ان رجلا كانت حياته خضراء، قام من النوم، ولبس بنطلونا اخضر،وقميصا اخضرا وجاكيت أخضر وكندرة خضراء، ركب في سيارته الخضراء، ومشى في طريق اخضر على الجانبين، فاصدم بعامود اخضر، فجاءت سيارة اسعاف من مستشفى “الهلال الأحمر” ….فخربت النكتة.
ببساطة الناس “محكومون بالأمل” ، على راي سعدالله ونّوس
لكننا “محكومون بالهمل” على رأي يوسف غيشان
وتلولحي يا دالية
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى