حين ينثر طاهر كنانته / د . محمود الشوابكة

حين ينثر طاهر كنانته

من الكرك؛ حيث التاريخ أعمق مما قد يقال، من الكرك حيث الأرض وهام السحاب سواء بسواء، من الكرك؛ والقلب مؤتة- مؤتة الدرس- درس كرامة الإنسان، ودرس العقل. درس الكرامة؛ لأن معركتها المشهورة كانت غزوة من أجل فرد؛ قتله عميل. درس عقل؛ لأن خالدا قد كر؛ امتثالا لحسابات العقل حين قال- العقل-لصاحبه: كَفَتُكَ مرجُوحة ولن تَرجَح.
من هناك نثر طاهر- المصري- كنانته بين يدي أبنائها؛ فطاهر منهم؛ حاضَرَ؛ فتحدث حديث مناصحٍ؛ صادق، لاحديث منافق كاذب . قال كلاما لايقوله إلا محب للوطن ، مخلص حقيقي للملك، صادق هو؛ فالناس قد سئموا كل هراء ونفاق وكذب…ثرية هي؛ تلك المحاضرة،؛ كأرض الجنوب؛ تلك التي بدد البعض، بعضا من ثرائها. دَرستُها؛ تلك المحاضرة؛ فاستخلصت منها حبات قمح، قطفتها من سنابلها السامقة؛ تاليا ذكرها،قفيت بعضها بحاشية، لي فيها تعليق مقتضب :
1- بناء الدولة هو المطلوب والأسلم أن تدعم السلطة بناء الدولة لا أن تحل محلها.
2-تطوير النظام السياسي والإنتخابي على أن يصبح أساس العمل السياسي من خلال الحزب وصولا لتطبيق مفهوم تداول السلطة لتكون بين الأحزاب.
3- رفعت الحكومات الأردنية الشعارات البراقة حول جهودها ونواياها لتحقيق ذلك، ولكن الإخفاق كان واضحا ولم تتحسن نوعية الحياة للمواطن العادي، ولا تحسنت الخدمات العامة، وتراجعت معظم المؤشرات المالية والإقتصادية.
(حاشية: أبدت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني عدد من الإنتقادات؛ وذلك في اجتماعها الذي انعقد في شهر اب من عام 1928، في عهد حكومة حسن خالد أبو الهدى؛ حيث جاء من بينها: ” اعتبرت الحكومات المعاملات في شكلها القرطاسي أصلا، وإهملت الإصلاح الحقيقي في البلاد؛ كعدم التفكير بأي مشروع مادي يساعد على تحسين الحالة الإقتصادية وتخفيف البطالة وتقوية الفلاح المرهق بالتكاليف والديون).
4- روج البعض، في العالم والإقليم، بأن العربي غير مهيأ للديمقراطية، أو إنه غير قابل للتغيير و الإنتظام في دولة.(حاشية: ما زال ذات الخطاب يتردد منذ عشرينيات القرن
المنصرم!!! أيام حكومات رضا الركابي، وحسن خالد أبو الهدى)
5- في دول العالم الثالث، والأردن واحد من هذه الدول، فإن العلاقة بين الفرد والدولة غير محددة؛ تُكيفها السلطة أو تفسرها حسب هوى الحكومات والظروف.
6- سؤال- طرحه المصري- فيه الإجابة: أليس المفهوم الديمقراطي للدولة هو الأقدر على امتصاص الإحباطات والأخطاء والظروف السياسية؟
7- إذا ماتحررنا من خداع النفس بان الكلام يغني عن الفعل الصائب وأن الترويج والنفاق يغني عن الممارسة، فإننا بإذن الله سوف نرسخ الأمن والإستقرار ونبني الدولة المجيدة.
خاتمة: مُدح عمر بن عبد العزيز؛ فبان عليه السرور؛ فقال له أبرز من هو في بطانته: على رسلك يا أمير المؤمنيين؛ فقد هلكت دول، من قبل، وأمم؛ لأن من سادها أخذ بكلام المادحين وأعرض عن كلام الناقدين؛ خذ بكلام الناقدين ولا تأخذ بكلام المادحين.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى