في حضرة الشهيد .. خمس وأربعون والحضور يتجدد

سواليف – فادية مقدادي

في حضرة الشهيد وصفي التل .. في حضرة الحي الذي عند ربه يرزق .. ما زالت أجيال الأردنيين من عاش مع وصفي التل أو سمع عنه يتنفسون عبق الذكرى في آخر كل تشرين ، رحل وما زالت أقواله حاضرة ، رحل وما زالت مواقفه حاضرة ، رحل وما زالت وطنيته التي نرتوي منها جميعا حاضرة .
ابن الأرض ، ابن الفلاحين ، عقد البيت القديم ، رحل وما زالت ذكراه سراج الساهرين في الليالي الظلماء التي نشرت عباءتها على الأردنيين .

25e5a303872d0d8947c43fc5f82aff6d


وصفي التل … ونقاء الاسم يكفي ، وقوة الحضور تكفي .. وقوة الذكرى تكفي وتكفي .

نستحضر اليوم بعضا من أقوال الشهيد ، لنقول لمن يحاول ان يغتال الأردن … ما زال رحم الأردن قادرا ان ينجب أمثال وصفي ، فالتراب ما زال تراب الأردن ، وبذور الخير في رحمها ما زال جنينها قادرا على الإنبات .

43977hlmjo
“الي ما يقبل البلد بضيقها، البلد ما بتقبله بعزها”

“.. البلد لا يستحق سوى الأجلاء الأعزاء رغم تآمر اللاأبالية والفساد على سمعته. لقد أوصلت هذه الحكومة الأمور في هذا البلد الطيب إلى درجة من الفوضى والهوان والفساد حداً لا يصح السكوت عليه كائنة ما كانت الظروف..”.
11011561_1020057591390272_8987830536620799640_n
“.. الذين يعتقدون أن هذا البلد قد انتهى واهمون، والذين يعتقدون أن هذا البلد بلا عزوة واهمون كذلك، والذين يتصرفون بما يخص هذا البلد كأنه (جورعة) مال داشر واهمون كذلك، والذين يتصرفون كالفئران الخائفة على سفينة في بحر هائج سيغرقون هم كما تغرق الفئران وستبقى السفينة تمخر العباب إلى شاطئ السلامة..”.
a8w9qd1cmaeedye
“لا مكان للفساد ولا مكان للرشوة.. ولا مكان لتلون وجوه الميدان فقط للصابرين الصادقين.. ذوي الرأي الجريء الصريح..”.

في أحد المؤتمرات الصحفية أخطأ الشهيد وصفي التل في النحو، فقال له احد الصحفيين , دولة الرئيس مخزونك النحوي قليل! .. فكان رد وصفي: لكن مخزوني الأردني كثير وهذا يكفي.
a8zhprucuaavqfe
ــ إن واجب الحكومة الأول هو ترجمة كتاب التكليف السامي الى برامج عمل متصلة وخطط تنفيذية وتطبيقية ،فبياننا لن يأتي بفتوحات في الخطط والبرامج ولن نأتي بالخوارق ولا بالمعجزات، والحكومة لن تنزلق في طريق الإسراف بالوعود، فهي تؤثر أن تتعهد بالقليل الذي تقوى على تنفيذه كله.
hqdefault
ــ إن أسوأ أنواع الحكم في هذا العالم هو الحكم الذي لا يعرف ماذا يريد، ولا يمتلك اهدافا يسعى الى تحقيقها، عندها يتحول الحكم الى عصابة إو الى تكية للتنابلة أو إلى أضحوكة وهزؤ في اعين الكثيرين.

ــ إن أخطر الآفات التي تؤدي عادة الى تآكل الحكم في أي بلد هي القوقعة أوالتحجر ولعل تلك القوقعة وذلك التحجر هما خير سماد يساعد على تكاثر الفساد واستشراء الانتهازية وانتشار الارتزاق وتمرد الجهل وتسلط الانحراف.
wasfialtall50
ــ نحن في الأردن نحمل من التخلف مثلما يحمل إخواننا وأشقاؤنا، وعلى الحكم أن ينضو عن الحياة الأردنية كل ثيابها البالية وينزعها عنها، مثلما عليه أن يعيد خلق الحياة، بل أن يعيد خلق الإنسان فوق أرضنا،ويبدأ بخلق الدولة الحديثة في الأردن المعاصر.

ــ إن حبنا للأردن واعتزازنا بالتراث والتقاليد يجب ألا يقعدنا عن ملاقاة النداءات الايجابية لثورة العصر ومواجهتها بما تتطلبه من تكيف صادق وتطور حقيقي وسليم ، إلا أن قراراتنا ومواقفنا ومعاركنا يجب ألا تجيء في أية حالة مبسترة او مرتجلة او جاهلة.
15211632_1717497058566045_2078058048_n
ـ يجب ألا نتردى في مواقف تجعل من السهل حتى على اولئك الذين ثبتت ادانتهم وانكشف فقرهم الخلقي والفكري ان يتهموننا بما ليس فينا وليس من شيمنا وخصائصنا ، وعلى الرغم من أنهم الحكم الاول في تحركه لتحقيق رسالته ينبغي ان يكون التفاهم والاتفاق والتلاقي، فإن من الواجب ان يقيم الحكم كل خطواته على اسس من الوضوح والثقة والإخلاص والحفاظ على شخصية الاردن وذاتيته القومية.

ـ ان الوحدة الوطنية ستظل بعيدة عن أي مضمون حقيقي ما لم تتوافر بالعمل لا بالقول وفي كل نبضة من نبضات الحياة العامة، سيادة حقيقية للنظام والقانون وغزارة دائمة في الانتاج وتمسكا مخلصا بالأهداف القومية العليا.
file_b61d00ded6_j0
ــ إن الخدمات ستؤمن بحسب الإمكانات المالية المتوافرة وضمن تخطيط عادل للأولويات مبني على دراسة موضوعية للاحتياجات وبالطبع سيستدعي ذلك نظرة قاسية على الانفاق بحيث تزول نهائيا النفقات الترفيهية والكمالية، ونتأكد ان مال الدولة لن تطاله يد التبذير أو الاسراف أو الضياع او الخيانة، ويستدعي ذلك نظرة جديدة على واردات الدولة ومستواها وطرق تحصيلها.

ـ ان كل قروض العالم ومساعداته لا تكفي لبناء الوطن وتشييده وانما يبنى الوطن ويشاد بعرق المواطنين وتضحياتهم ، بسواعدهم الملتفة وعزائمهم المتحدة، بسهرهم الدائب وتعبهم الموصول، بارادتهم التي لا تقهر وايمانهم الذي لا يضعف ولا يلين.
maxresdefault
ــ ان المواطن الذي يعيش في امن حقيقي هو وحده القادرعلى العطاء وهو الذي يعرف كيف يموت بشجاعة في سبيل بلده وقضيته، اما المواطن الذي يعيش في الرعب والفوضى فلا يملك شيئا يعطيه لبلده او قضيته او حتى لأحد من الناس.

ـ إن عدتنا الحقيقية هي في وعي المواطن وادراكه وايمانه بنفسه وبلده وقضيته، وفي تصميمه على ان يبني لا أن يهدم، وأن يعطي لا أن يأخذ، وبالتالي أن ينتصر لا أن ينهزم.

رحم الله الشهيد وصفي التل ، شهيد الأردن وذاكرة الأردنيين ففي حضرة الروح تتساقط العبارات عبرات حنينا الى نسائم فجر كان يرتجي منه الأرنيون حالا غير هذا الحال .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى