مخلل بنات / محمد العيسى

مخلل بنات

– يما يا سالم..
– اه يما..
– لقينالك بنت بسم الله ما شاء الله حلاوة واخلاق واهلها ناس اكابر ، فجهزلي حالك الخميس الجاي نروح نطلبلك ياها..

لم يكن هذا الحوار من الحوارات المستجدة على مائدة هذه العائلة العفوية ، بل انه مكرر لدرجة ان سالم صار يراه من المسَلّمات بينه وبين والدته التي تحلم بأن ترى “بكرها” متزوج ومستقر وقادر على ان يوصلها لتلك الجلسة التي تكون فيها متكئة بجانب جارتها وعلى حضنها ابن سالم ومن ثم تضحك وتقول ” ما اعز من الولد الا ولد الولد “.

لم يتبقى للخميس سوى ثلاثة ايام وام سالم على ثقة تامة بأن هذه المرة ستنجح في عقد قران سالم على سعيدة الحظ ” على حد قولها ” ذلك لانها تراه شاب يستحق ان يحظى بفتاة تقدر كل تلك السنوات التي تعبت امه فيها وحدها كونها ارملة ليصل الى اخلاقه وحب الناس له وحتى وظيفته التي يشغلها ، وأقنعت سالم بان هذه المرة ستكون الاخيرة وانه لن تكون هناك أية عقبات تحول بينه وبين الزواج.

مقالات ذات صلة

الساعة الخامسة مساء ، ام سالم جهزت نفسها وكذلك شقيقة سالم انه يوم الخميس ولم يتبقى للموعد سوى ساعة واحدة ، سالم جالس على سريره ملتزم للصمت ، قالت امه “جهز حالك يما ما ضل وقت ” فردّ سالم : ” حاضر يما بس والله خايف من الاحراج يما الناس ما بدها صاحب الخلق الناس بدها صاحب المال” فقالت بكل هدوء ” هظول ناس اكابر هظول غير!!” جهز سالم نفسه وخرجوا جميعا الى بيت العروس المنتظرة وصلوا البيت وبرجفة خجولة طرق سالم الباب ومن ثم دخلوا..

جلس الجميع وحضرت صاحبة السعادة وقدمت العصير لسالم ولأهله ومن ثم جلس سالم معها واعجب بها ” وغمز امه ” اشارة لقبوله بها ، ضحكت ام سالم وانتهى اللقاء وعادوا الى بيتهم وبعد ثلاثة ايام جاء الرد بالقبول ليعود سالم الى والد الفتاة ليتفقوا على مطالبهم فكانت المطالب كالتالي : 6000 دينار مقدم و 10000 دينار مؤخر وعمل العرس في فندق اربع نجوم على الأقل مع كتابة “عفش البيت” باسم العروس ، سكت سالم قليلا ومن ثم قال ” عمي في عندكم ملح ؟؟” فأجاب الوالد مستغربا ” اه عنا بس ليش!! ” فقال سالم ” مش لاشي بس ديرو عبنتك وخللها “.

خرج سالم مسرعا وغاضبا وعاد الى بيته ، استقبلته امه بشغف متسائلة ما اذا كان قد اتفق مع والد الفتاة فرّد سالم : ” لا يما البنت اتخللت وانا المخلل برفع ضغطي”…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى