نهضة المعلم
نور الجابري
لم يكن تصرف الحكومة غريبا ولا مستبعدا ،فما شكلته نقابة المعلمين من قوة و لحمة وطنية خطر على سلطة الحكومة ،و من المعروف ان الحكومات المتتالية تواصل محاربة اي قوّة من الممكن ان تشكل وعي شعبي و إرادة تغيير لدى المواطن ،و بغض النظر عن الطريقة التي تستخدمها كعمل انقسام داخلي كما سبق و قامت به مع جماعة الإخوان المسلمين ، او انشاء مجموعة من الأحزاب التي تتبع لها لتفرقة و تشويه دور الأحزاب الوطنية، أو قانون النشر الإليكتروني و يحمله .
ما استوقفني في هذه المرة هو الطريقة التي مارستها حكومة الرزاز لإنهاء صوت الحرية ،نعم فليس من حكومة تدعي الديموقراطية تقوم بالأمر بهذا الشكل ،لا بل الأسواء هو تشويه صورة المعلم ،النهضة الحقيقية تقوم على التعليم اذا نسيت يا رئيس الحكومة وليس بالعصا ،النهضة تقوم على أسس العدل و الحرية ولا تقوم على تكميم الأفواه ، هذه الحكومة لا تمثلني ولا مجلس النواب المغيّب يمثلني ، اتفاقية الغاز لا تمثلني
،انا يمثلني المعلم و نقابته التي خطت أسس المطالبة بالحقوق بالطرق الشرعية ،نعم هذا المارد المسمى نقابة المعلمين أعجز و ارضخ المؤسسة السيادية داخل الحكومة بما كونه من جذب للمواطنين حوله ،حتى قررت الحكومة إنهائه بهذه الطريقة المشينة ،عفوا حكومة النهضة هناك ما هو خطر اكبر على هذا الوطن من صوت المعلم الحر ،هناك الفاسدين و المفسدين ،و هناك أيضا انتي ايتها الحومة و ما سبقكِ أيضا من حكومات و تشريعات و اتفاقيات لا نعلم كيف تمت .
أكثر ما يؤلمني هو غياب النقابات المهنية عن ما يحدث في الشارع ، فهل أصبح عمل النقابات المهنية مقتصرا على المشاهدة فقط .
أيها المعلم انت مرتبط بكل منا، ابكيتني مرة عندما ضربتني و انا طفل و ابكيتني الف مرة عندما رأيتك تزج في الزنزانة، انت من علمتنا و نحن سنبقى الى جانبك في معركة الصمود السلمية الحرة .
