غرقنا في فواتير الكهرباء والماء / عماد الحسبان

غرقنا في فواتير الكهرباء والماء

قبل يومين كنت قد أجريت دراسة استبيانيه لشريحة كبيره ومتنوعة اخترتهم من مجتمع مدينتي محافظة الزرقاء( مدينة العسكر ), شملت 2000 عينه, واتبعتها باستفتاء نشرته على صفحتي عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك لعينات فاق عددها عن ال100 عينه من كافة محافظات الأردن , حيث كان موضوع البحث عن مدى تراكم فواتير الكهرباء والماء على المواطن الأردني , بصراحة ذهلت بالنتيجة النسبية التي وصلت إليها حيث كان هناك ما نسبته 95% منهم قد تراكمت عليهم فواتير الكهرباء لعجزهم عن الدفع حيث كانت هذه المبالغ المتراكمة تبدأ من 150 دينار ووصلت عند بعضهم 3000 دينار .
أما بالنسبة لفواتير المياه المستحقة عليهم لم تكن محدده القيمة عن الأغلب ولكن كان هناك ما نسبته 86% لم يراجعوا منذ سنه على الأقل لدفع المستحق والسبب ان الدخل الشهري لا يغطي الأولويات الأهم وهي الطعام واللباس .
هنا نكتشف فعليا أن اغلب الأردنيين غارقون في الدين وعاجزون تماما عن دفع فاتورة الكهرباء والماء , ما أدهشني الرقم الذي نشرته قناة التلفزيون الأردني قبل أسابيع عن قدرة هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن بالتعاون مع الأجهزة الأمنية على اكتشاف 91000 حالة اجترار للتيار الكهربائي حيث تم تحويل اغلبهم للقضاء , السؤال المهم الذي اطرحه على مكتب سيادة رئيس الوزراء .
ما هو الحل ؟؟؟ والى أين يقودنا معاليه ؟؟؟؟
إن الدخل بالمعدل العام للمواطن الأردني لا يكفي للطعام وبالكاد للكسوة , فاغلب الشعب يعمل في القطاع الحكومي أو العسكري والبعض في القطاع الخاص ومعدل الدخل لا يتجاوز ( بالمعدل) 350 دينار شهريا . هناك أولويات للحياة أولها الطعام ولا يخفى على احد إن العشرة دنانير لا تطعم عائله صغيره وجبة غداء واحده , فالدينار على ارض الواقع لا قيمة له أمام رفع الأسعار والغلاء , فالحيتان تلتهم قوة ودخل المواطن كل يوم وحكوماتنا موقفها يتأرجح بين إغماض العين عن توغل الحيتان وبين الوقوف ضد المواطن , فمنذ حكومة عبد الله النسور لم يفرح الأردني بقرار اقتصادي لمصلحته .
كلنا نعلم أن الإرث الذي خلفته الحكومات المأزومة لحكومة الملقي لا يحسد عليه فلم تترك له إلا الدين والعجز والضعف , ولكن مع ذلك فمسؤولية الاستمرار بتشليح المواطن وإفراغ جيوبه لتدر في جيب البنك الدولي وجيب الفاسدين تقع على عاتق الحكومة , فالشعب أمانة في رقاب كل مسؤول في هذا البلد مهما علا أو قل شانه .
كل الكلام المعسول الذي سمعناه من الحكومات عن الأرقام الفلكية التي أنفقت على مشاريع التنمية المستدامة وعن قصص أحلام عن الرفاة الاقتصادي المنتظر , باتت واضحة إنها كانت مجرد كلام في كلام , ما حصلنا عليه بالفعل هو فقر مدقع وغرق بالدين وبطالة وتهديد للأمن المجتمعي وانتشار للمخدرات واختفاء للطبقة الوسطى وازدياد للطبقة الفقيرة( الغلبانين) , وتزايد لهجرة شبابنا البائس, وفقدنا الثقة بحكوماتنا . ماذا بعد ذلك ؟
لقد أصبح المواطن بائس غارق في الفواتير ومهدد اما بالسجن أو العتمة والعطش ماذا بعد ؟؟؟
أيتها الحكومات : إذا كنتم لا تملكون الحلول السحرية حسب ما تقولون فنحن أيضا كفانا!!! فقد هرمنا ولم يعد في العمر بقيه.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى