كوم حديد !!

كوم حديد !!
بعدما اهتدت الحكومات المتعاقبة الى مكان الكنز الحقيقي ألا وهو جيوب المواطنين , فأن مسلسل اختراع الحجج والذرائع لاستنزاف تلك الجيوب سيستمر وتتصاعد وتيرته يوما بعد يوم , المواطن يجدد ترخيص كل ما يتعلق به سنويا مقابل مبالغ تثقل كاهله , السكن عبر الضرائب والرسوم المتنوعة , السيارة عبر الترخيص المباشر بعد الفحص, كذلك الورش والمحال التجارية , ورخص المهن ورخص مزاولتها , وهكذا ..
في الحقيقة لم يتبق سوى فرض ترخيص سنوي وتأمين الزامي بعد الفحص على كل مواطن بالغ عاقل , في تطور لاحق لمجريات الأمور في البلاد قد يتوجب على المواطن دفع فاتورة سنوية خاصة ليس لها علاقة بأصناف الفواتير والضرائب الأخرى المتعددة التي يدفعها طوال العام , فتصله فاتورة في عيد ميلاده .. ( عيد ؟؟ ) , قد تسمى فاتورة المواطن الشخصية وهي أشبه ما تكون بالترخيصويثبت في أسفلها المبلغ الأجمالي الذي يتوجب عليه دفعه , وفي التفاصيل أعلى الفاتورة ولنفترض مواطنا عمره عشرون عاما ..
القراءة السابقة 19 سنة ..
القراءة الحالية 20 سنة ..
السنوات المستهلكة 95 بدل 1 ndash; على اعتبار أن الخطأ وارد , وادفع ثم اعترضndash;
القيمة المطلوبة : ثمن السنة الواحدة مضروبا في 95 مضافا اليها ضريبة( ما الك دخل ) ..
تنبيهات :
هذه الفاتورة مدعومة بنسبة 90% من الحكومة الرشيدة ..
ننصحك بالدفع الفوري , ولا تلعب بعداد عمرك ! ..
المواطن سيتذكر عيد ميلاده بمجرد استلام الفاتورة وربما تلقى التهاني بهذه المناسبة العفنة , جاره الخبيث يقول له شامتا .. مبروووك .. عقبال المية !
فيرد المغدور .. والسامعين !
يمر المسكين شارد الذهن يحدّث نفسه , فيتساءل الناس عن السبب , ويأتيهم الجواب .. المسكين اليوم ( عيد ) ميلاده , فيسارعون بالقول انّا لله وانّا اليه راجعون .
من النتائج الأيجابية المرجوة , أن الحكومات الرشيدات ستحرص فعلا وليس قولا على صحة مواطنيها في سبيل اطالة عمر الفواتير ! , لدعم الخزينة المسكينة ..
قد تلجأ الحكومة الى سياسة تشجيعية تحث المواطنين على الدفع المسبق فتطرح شعار .. ادفع خمس سنوات مقدما واحصل على سنة مجانا وخصم خاص للتوائم ..
أو سجل للأنتخابات النيابية واحصل على خصم 50% .
المواطن الملتزم بالدفع سيعتبر مواطنا مرخصا , فحص كامل , سبعة جيد ! .. على العكس من الغير ملتزم بالترخيص فسيعامل على أنه كوم حديد وسيكون معرضا للشطب !!

محمود علي
mahmoudhxyz@hotmail.com
Amman

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى