.خطيب الجمعة …

[review]ربما لم ننتبه بعد الى أهمية التفريق بين أن يكون خطيب الجمعة مثقفا وفقيه دين، وبين ان يكون خطيب الجمعة غير مثقف وغير فقيه في الدين ايضا.المشكلة التي نعاني منذ زمن طويل هي توسع الفئة الثانية على حساب الاولى بشكل كبير، وعزوف الخطباء المثقفين المتفقهين بالدين عن القيام بخطبة الجمعة، فتخلو المنابر لغير المتمكنين من علمهم وثقافتهم، وكل هذا يحدث على مرآى ومسمع من وزارة الاوقاف، عندما يتوافد المصلون الى المساجد في يوم الجمعة يكون في نيتهم جميعا اداء فريضة، وسماع كلمة طيبة، ونصيحة تهدي لسواء السبيل، لكن عندما تكون الخطبة لا تحمل موضوعا في الاصل، او تحمل موضوعا مكررا الى الحد الذي بات المصلي يعرف علامات الترقيم المكتوبة في ورقة الخطبة. والقصص المسرودة وحتى الدعاء صار يحفظ عن ظهر قلب.بعض الخطباء يحتفظون بذات الورقة لمناسبة مشابهة كي لا يكلف نفسه عناء البحث والتجديد، وسمعت بإذني نفس الخطبة من ذات الخطيب ثلاث مناسبات للاسراء والمعراج على مدار ثلاث سنين، بعض المصلين يتسابقون قبيل بدء الخطبة الى أعمدة المسجد وزواياه الهادئة لكسر غفوة لحين انتهاء الخطبة، وبعضهم الآخر يحاول اقتناص فجوة تحت المروحة السقفية لينعم بجو معتدل اثناء الخطبة، وآخر يقوم بتعداد عدد الثريات في المسجد وعدد المراوح المتوقفة، والعبث «بشرابيش» السجادة، من صرف هؤلاء عن خشوعهم؟ من جعل من العبادة، مجرد عادة واسقاط فريضة، احد الخطباء يقضي نصف الخطبة في المقدمة والنصف الآخر في الخاتمة، وآخر يبدد خشوع المصلين بجملة واحدة لا تتغير «اخواني، لا ادري ماذا أقول، ولا ادري من اين ابدأ» ثم بعدها بدقائق يأمر بإقامة الصلاة. اذا كنت لا تدري ماذا تقول ومن اين تبدأ؟ فلماذا أنت اذن على المنبر، ادعو وزارة الاوقاف ان تقوم بتغيير اسس التعيين وان تبحث دائما عن الشخص الفقيه والمثقف، والخطيب، لأن الخطابة فن وليس كل الكل يجيدها، خطباؤنا، مشايخنا، تدارسوا السيرة، هناك قصص لم نسمع بها بعد، ومشاكل اجتماعية جديرة بالبحث والمناقشة وايجاد الحلول، اخرجروا من زوايا المعرفة المحدودة، والكلام المكرر، فاعتلاء المنابر، مسؤولية كبيرة ومهمة شريفة، وليست مجرد تكليف تقتضيه الوظيفة.ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى