مرسيدس 190 / رائد عبدالرحمن حجازي

مرسيدس 190
في فترة من الفترات كانت غالبية السيارات العمومية وخصوصاً تلك العاملة على خطوط السرفيس الداخية من نوع مرسيدس بنز فئة 190 .
فهذه السيارة لها بطولات وذكريات غريبة وعجيبة عند الكثيرين وخصوصاً السواقين . وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر حادثة شخصية , فبينما كنت مسافراً من إربد لعمان تعطلت السيارة في طلوع ثغرة عصفور ولم تعد تتجاوب دعسة البنزين مع السائق الذي أخذ اليمين وترجل ليفتح غطاء المحرك , ليُصلح العُطل الفني ومن الطبيعي أن نترجل معه نحن الركاب الخمسة من باب الدعم اللوجستي وليس الدعم الفني كوننا لا نفهم في الميكانيك .
الغريب في الموضوع أن السائق مباشرة فك غطاء بني اللون وقد كان مشعوراً وعليه لفافة من التب اللاصق حيث قام بإزالتها ووضع قطعة جديدة بدلاً منها خلال بضعة دقائق . ثم طلب منا العودة للسيارة لنكمل المشوار . وبعد تشغيل السيارة ومتابعة المشوار سألت السائق
وقلت له : من شو كان العطل؟
السائق : لا بسيطة هاي عظمة الدسباراطور مكسورة وبتظل تملص من الحم وبتهرب كرهبا .
أنا : طيب لويش ما تحط وحدة جديدة ؟
السائق : هههههه لويش تا أشتري وحدة جديدة , هاظا أني كل ما ملصت بفك التب القديم وبلزقها بتب جديد .
أنا : مهو على هالسحبة بدك تحط حق تب أكثر من حق القطعة الجديدة .
السائق : لا يا عمو القطعة حقها نيرة ولفة التب حقها شلن … بقى شوف بالنيرة أتشمن لفة تب بجيب وأحسب قديش اللفة بتكفيني تلزيق ؟
وفي هذه الأثناء عادت السيارة للتوقف مرة أُخرى , ترجل السائق وتوجه للغطاء الأمامي ونحن معه طبعاً , وقلت له : بجوز التب فلت عن العظمة ؟
السائق : هههههههه لا هاظ سلك دعسة البنزين بعلق بالجلدة .
أنا : أنو جلدة ؟
السائق : هاي في جلدة إنشرمت وأني بغير صينية الكلاتش ومن يوميها بظل سلك دعسة البنزين يعلق بيها .
المهم اننا وصلنا لعمان بعد أن توقفنا لعدة مرات أُخرى ولأسباب جديدة مثل سلك الكويل , وكيبل البطارية , ونقصان ماء الراديتر. نعم تعلمنا بضعة دروس قصرياً في ميكانيك وكهرباء سيارات المرسيدس 190 .
يا ريت سايق هالمرسيدس لو أنه كمل دراسته وصار وزير أو رئيس حكومة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى