في فلسفة عيد الام / نور أبو حميد

في فلسفة عيد الام
لن اخوض في الفتوى التي اثارت جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعية من دائرة الافتاء والتي اعتبرت الاحتفال بما يسمى عيد الام لا يتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية لاني ادرك اهمية الاختصاص بالفتوى واني لست مؤهلة لذلك .
لكن ما انا معنية بالحديث عنه اليوم هو الاحتفاء المبالغ فيه برأيي عبر مواقع التواصل والذي لا يمكننا قياس مدى واقعيته على الارض
عروض تجارية هائلة تدفقت عبر الانترنت، كلها تدعي تكريم ست الحبايب وهو افتراء كاذب بامتياز ، مكنسة كهربائية لست الحبايب وممسحة لتنظيف الارضيات واواني طبخ واجهزة كهربائية منزلية وقوالب من الحلوى وغيرها الكثييييييييييييير من العروض .
هذه العروض اثبتت بشكل قاطع مدى انانيتنا كابناء في التعامل مع الام فكل ما كان منها جاء لمصلحتنا و لاضافة المزيد من الاعباء المنزلية على الام فادوات التنظيف المختلفة هي للتخلص من الفوضى العارمة التي نحدثها دون ان نلقي بالا ، اما ادوات المطبخ فهي للوقوف ساعات اكثر في صنع ما نشتهي من طعام وهذا ينطبق على باقي العروض .
كنت اتمنى ان اجد عروضا تحترم كفاح هذه المرأة فلم اجد مثلا شيئا حول اجراء فحوص طبية شاملة لست الحبايب للاطمئنان على صحتها او رحلة ترفيهية الى مكان ما للترويح عن نفسها… لم اجد الا القليل القليل الذي قدم شيئا ولو بنفس تجاري يهم الام مباشرة .
لن اخوض اكثر في المعلن فنواياه واضحة وهدفه جلي ومشكلتي هي مع ذلك الذي يقطع رحمه ويتجاوز عائلته و يتذكر ان له اما وابا في ذلك اليوم فقط فلا يفكر بشراء هدية ما او حتى سد حاجة من حاجات امه خلال العام ليتذكرها في عيد الام ويسارع الى احد محلات الادوات المنزلية ليجلب “هدية ” يريح فيها ضميره او يجنب نفسه الاحراج امام باقي اخوته وعائلته .
امهاتنا تدرك ذلك جيدا فهن اللواتي انجببنا او ربيننا هن اللواتي يعرفن مداخلنا ومخارجنا وصوابنا وخطأنا ولكنهن يتقن فن التغافل بأنتظار مشاعر البر الصادقة والحب الحقيقي والشعور بالامتنان لسنوات شبابهن التي قضينها في تربيتنا وتحمل ظروف الحياة القاسية .
لذلك لن اقول لهن اي شيء فليس مثلي من يمدحهن او ينصفهن ،كفانا متاجرة، لم يبق من جميل الا و افرغناه من محتواه الثمين تاجرنا بالدين والحب والام و الوطن.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى