إنه والله لأمر دبر بليل…!! / يوسف الابراهيمي

إنه والله لأمر دبر بليل…!!

عندما كنت أجلس على مقاعد الدراسة في حقبة التسعينات وكان الباحث الأدبي الدكتور الراوي يشرح لنا رواية الكاتب الإنجليزي( صموئيل بوكت) والتي تحمل أسم(As you like it) (بمعنى كما تُحبها أو ترغبها أو تريدها) وبعد الانتهاء من تداول الرواية على مدار فصل دراسي كامل ترجم لنا الراوي الله يسهل عليه ويحفظه إذا ما زال حياً اذا لم يتم إعدامه على أيدي الفرق المتطرفة في العراق على أساس أنه يحمل فكراً ادبياً إنجليزياً وهذا رجس من عمل الشيطان….في نظر المتطرفين الجدد اذا صح التعبير.
سأعود إليكم لاخبركم سبب ذكر اسم الروايه ولماذا ادرجتها في المقال.
والان لنعود لما يحصل في بلدي وبصراحة لم يعد يستطيع أحد منا أن يفسر ويعلل تسارع الأحداث فأنطلاقاً من شهيد الأقصى الشاب الكركي وانتقالاً الى الانتخابات النيابية والقوائم والحشوات ومشكلة صناديق بدو الوسط واحتفالات النواب الناجحين وسقوط ضحيه في إحدى احتفالاتهم دون ذنب ولننتقل بعدها لحادثة الصحفي ناهض حتر ولننتقل الى التغير الوزاري اذا صح أن نطلق عليه تغير أو تشكيل لأنه (تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي) وبعدها قنبلة الوزير حداد والله أعلم ما خلفها من خفايا وخلال ذلك كله ظهرت قضية المناهج الدراسية والذنيبات بشيل عن الأرض وبحط على راسنا طبعاً إعتذار عن ذكر اسم الوزير الأول لأنه ممكن يكون فيه شبهه إرهاب أو تطرف حسب المنهاج الجديد.. وأخيراً القنبلة الكبرى إتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني.

والأن لنعود للرواية ففي نهاية الأمر كان الهدف من الرواية أن يخبرك الكاتب أن كل شخص يستطيع أن يفسر الأمور كما يراها من وجهة نظره الخاصة فأنت عزيزي القارئ تستطيع أن ترى جميع القضايا السابقة كما ترغب… فساد.. مؤامرة…تطور… تخلف… تطرف…. تغير… ضحك على الذقون…لأن الأمور لم يعد لها موازين منطقية الحكومة لها وجهة نظر وكل شيء بالنسبة لها عادي… والصحافة والإعلام أصحاب المنطقة الوسطى مع الشعب والحكومة معاً… وشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت معسكرين معسكر المعارضة وهم الغالبية العظمى ومعسكر موالي للمواقف الحكومية وكل منا له شأنه…اما بالنسبة لي فلم أجد أجمل من عنوان مقالي ليكون هو رأي وتحليلي للأحداث التي تحصل على الساحة.. (إنه والله لأمر دبر بليل…) والله أعلم ما خلف هذه الأحداث…فمن حلل الأمور بطريقة منطقية فليكتب ونحن نقرأ ومن وصل إلى طريق مسدود فليكتب (إنه والله لأمر دبر بليل…..)

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى