[review]
مقال الاربعاء 25-7-2012
النص الاصلي
لا أعرف ما سرّ شغف الأردنيين بالسؤال عن قطرة العين تحديداً ؟ ..فمنذ ان وعيت على الدنيا ، ومنذ ايام تلفزيوننا (التوشيبا) ذو الصندوق (الفورمايكا) ، وعلى ايام راديو (البناسونيك ) ذو السماعة الوحيدة ، وحتى محطات الاف ام الغزيرة والقنوات الفضائية التي صارت اكثر من عدد مشاهديها .. وكلما تابعت برنامجاً للفتاوى المباشرة عبر الاثير أو قلبت المحطات التلفزيونية ، الا وقام أحد المتصلين بسؤال الشيخ السؤال الأكثر تقليدية وشهرة : قطرة العين في نهار رمضان هل تفطر ام لا يا شيخ ؟ ..فلا يكون من الشيخ الا أن يصلي ويسلم على سيدنا محمد – عليه افضل الصلاة واتم التسليم – ثم يقول له بطولة بال منقطعة النظير : ان قطرة العين لا تفطر بإذن الله يا اخي!…
حتى في المواقع الالكترونية المتخصصة ،وعلى الصفحات “الايمانية ” في الصحف اليومية ، وأثناء درس ما قبل التراويح ، وبعد الانتهاء من درس ما قبل الجمعة.. لا بد ان تقرأ او تسمع او تشاهد هذا السؤال عشرات المرات خلال شهر رمضان!!… قطرة العين في نهار رمضان هل تفطر ام لا يا شيخ؟؟…حتى يخيّل اليك ان أربعة أخماس الأمة يعانون من حساسية مفرطة في النظر او التهاب حاد في القرنية..أو إن الإسلام عمره شهور فقط وليس 1433 عاماً !! وبالتالي لم يتمكن أتباعه من معرفة أحكام الصوم والصلاة بعد.
اذا مضى من عمر الاسلام اربعة عشر قرنا وثلث ولم نعرف بعد ان قطرة العين تفطر ام لا..متى سنعرف حكم الدين في باقي المسائل المصيرية التي تنتظر الأمة ؟؟؟؟..
بالمناسبة ، بما ان قطرة العين لا تفطر أتمنى أن أملك قطرة عين ضخمة بحجم “فندق الرويال” أقطر بها عيون كل الأردنيين.. علّي ازيل غباش المرحلة عن عيونهم وأوضح رؤية المستقبل بكل تقاسيمه القريبة ..وأخفف قليلاً من حساسية العيش..او التهابات “المراوحة”..او نلطف قدر الامكان من الرمد (الربيعي)!…
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
