مشمش هندي “2” / محمود مقدادي

مقتطفات من مدونتي | قصة وعبرة |
مشمش هندي “2” – محمود مقدادي
مع قرعِ جرسِ الحصّةِ الأولى، ومع الجلوسِ وانتظامِ الطّلابِ الذي حدثَ بفعلِ دخولِ المعلم للغُرفه الصفيّة، بدأت صفَحاتُ الكتابِ تتقلّب، صفحةً تلوَ الاخرى لحينِ وصلنا للصفحة المُراده، قصيدةُ الأسبوعِ “مشمش هندي”، تورّد خدُّ الأستاذِ مبتسِماً ، قال عندما انتهى طلابُ الصفِّ من ترديدِ الأنشوده: كُنتم كطيرِ بُلبلٍ غنّى بمجده فأغتنى، فرح الطلّاب بمدحِ الأستاذِ وابتساماتُهم تتوزّع في الغرفة وتأخذ في كل مقعد جزء، وأنا هائمٌ مُشتّتُ الأفكارِ انظر تارةً للسّقف، وتارة لزميلي الذي يُشاركني المقعد، اتسائلُ في نِفسي إن كانوا يشبهونني بفكرهم وهدفهم، شعرتُ أن الوقتَ بين الحصة الاولى والحصة الاخيرةِ يبدو طويلاً، وكنت قد بدأتُ بالعدّ العكسيّ منذُ تلكَ اللّحظة التي غادر بها أستاذ اللغةِ العربيّةِ مِن الغُرفة الصفيّة.

أنا هكذا أفكّر كثيراً، إنّها مُجرّدُ تدَاعياتٍ للخاطر، هَفوة لتلكَ الذّكرياتِ القابِعة خلفَ أسوارِ الزّمن. إنني أطمُح لاستدراجِ عَقدٍ يتّسعُ لمشاعري وأحاسيسي. لازالت نَفسي تتوق إلى نجاحٍ باهرٍ يسرقُ تلك النّظَرات اللامعةِ الطامحةِ للنّجاح، وأن تتّخذَ من نجاحي مِفتاحاً لقِفل أحلامهم، هي الحياةُ قابعة تنتظرك، فلتَستخْدم فُرشاتَك الذّهبيةَ ولمساتكَ الأنيقَةِ لتُضفي إليها نوعاً آخراً من السّرورِ والسعادة.

احتكاكي مع أقراني يُوصف بالمَعدوم. لكن، ما الذي يجعلني أَهيمُ في مواطنِ الأحزان تلك؟
لرُبّما شيءٌ يشُدّني إلى عينيه، تمتزِجُ في عينيهِ لحظاتُ الأمل، بل عالمٌ مجهولٌ أتوهُ داخله، كنتُ أسعَدُ بذلك عندما أُحسّ بيديهِ تُلامس كتفيَّ في طابورِ المدرسةِ الصباحيّ, أناقته تذوب في حدق المها سحراً لطيفاً ليّناً, أناظرك بطرف خفي .. فلازال وجهي يفضح أحساسي بوجودك, صمت .. من دون صدى .. قبضات .. اوجاع وجدان .. وقلب كسير متألم لكن أعود لنفسي وأخاطبها بأنَّ حلمي يحتاج لعقلي لا لقلبي, سأواصل المسير لاعلى هرم النجاح لكي أتمكن من رؤية الجميع وأن أكون ذاك المفتاح الذي يُفتح به أبواب الهرم .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى