الفشل العربي وأجزاؤه المكسيكية..! سامر جرادات

لا جديد على دورة الألعاب الأولمبية في لندن، غياب الميداليات الذهبية العربية يستمر بخيبة الأمل التونسية المعقودة على أسامة الملول الذي اكتفى بالبرونزية في سباق 1500 متر سباحة حرة، فاقداً بذلك ذهبيته التي ظفر بها في أولمبياد بكين 2008.

حال الرياضيين العرب لا يسر وطموحهم مقتصر على المشاركة فقط، الميداليات الذهبية أصبحت حلم وتحقيقها يحتاج لمعجزة! دورات أولمبية سابقة انتهت بفشل وظهور خجول ببعض الميداليات المتنوعة، لكن يبدو الآن أن تلك الميداليات المتفرقة افضل ما نستطيع فعله!

المشكلة لا تكمن في الإخفاق العربي المتواصل و المتكرر، المأساة الحقيقية تنبثق من النظرة العربية للبطولات الرياضية المختلفة، فمن غير المعقول ان تنحصر الهمم ــ على مدار اكثر من قرن ـــ في ((الظهور المشرف)) بإستثناء اجتهاد بعض الرياضيين! ومن غير اللائق بتاتاً تشبث الإعلام العربي والمحلي بحجة الإمكانات وضعف مستوى الرياضيين العرب مقارنةً بدول الريادة الأولمبية، وكأن سكان هذه الدول قادمين من كوكب المريخ لغزو الأرض!

كم نحن بحاجة لإعادة تأهيل نفسي وذهني ينقلنا من حالة التردي والإحباط لعقلية البطل و عنفوانه، وكم نحن بحاجة لإتحادات طموحة ترتقي برياضييها وتنمي إمكاناتهم وتغير المفهوم العربي والنظرة العربية للعديد من الرياضات في سبيل البحث عن أفضل المواهب الواعدة في سن مبكر حتى تصقل بصورة علمية ممنهجة.

الدول العربية تمر اليوم بنقلة نوعية شمولية نأمل أن تنعكس إيجاباً على شتى مجالات الحياة، فالتردي الإقتصادي والرياضي و الإجتماعي هو صديقنا الودود خلال العقود الماضية المنصرمة، وآن الأوان لتغيير المفاهيم و الإنطلاق نحو سلم المجد خطوة بخطوة..

———————
سامر جرادات
SamerJaradat88@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى