الظلام والنور / حنين ناجي

الظلام والنور
كنت لا أريد شيئا سوى أن اركض..
كانت هذه آخر كلمات تلفظ بها ” احمد” ذلك الطفل الصغير قبل أن يرحل، حين سألته والدته ماذا كان يفعل هناك !….
عم الصمت المكان وعلى عكس المعهود لم يسمع أحد اي بكاء أو عويل! ولم نرى أحدا يبكي، كان الأمر غريبا بالنسبة لنا ولم نستطع نحن أن نمنع أنفسنا من البكاء لكنه كان مشهدا يوميا بالنسبة لهم ونتيجة متوقعة لأحد منهم فالموت هناك كان من الروتينيات اليوميه
لم نتعب نحن من العمل من التصوير أومن اي شيء سوى قساوة المناظر ولم نشعر بالخوف او الخطر فمن حولنا لا يخافون شيئا ،وربما حين نستنشق رائحة الموت تسكننا حالة غريبة من الأوعي وعدم الاحساس بشيء سوى الصمت وكأننا في حلم وسنستيقظ منه بعد قليل ربما كان من الصعب علينا أن نصمت لكننا مع الايام القليلة التي بقيناها هناك تعلمنا لغة الصمت فالصمت أعمق من أي كلام والصمت يشمل كل الكلام فهو صوت لا يشبه اي صوت وكلام لا يشبهه اي كلام
مرت تلك الأيام القليله وكانها سنوات فقساوة الأحداث تجعلك تتمنى أن ينتهي يومك بسرعة وسلام وحين يأتي الليل تتمنى أن تنام
عدنا بعد أيام عصيبه وبقت تلك المشاهد عالقة في أعيننا لتذكرنا كم نحن من المحظوظين لأننا نملك حق الحياه…

كم تقسى الحرب على من حولها وكم لا يشبه كوكبهم كوكبنا وكم نشعر حين ننظر إليهم بسخافتنا فنحن نملك كل شيء وهم جردوا من كل شيء ورغم هذا هم يؤمنون أن بعد هذا كله ستشرق الشمس ونحن لا نرى الشمس حتى في وقت الظهيرة !
تذكر كل يوم ان هنالك من يتمنى ان يكون انت ويتمنى ان يعيش نصف حياتك انت
لذا لا تلعن الظلام وانت ترى الشمس كل يوم وتغمض! فالبعض رغم السواد الذي حوله يصر على ان يرى النور وهو لا يملك حتى شمعه…#حنين ناجي

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى