في ذكرى الكرامة / عمر عياصرة

في ذكرى الكرامة
لم تكن معركة الكرامة معركة متكافئة من حيث العدد والعدة، فكيف لجيش خرج مهزوما قبل اقل من عام وترك جل عدته وسلاحه في ارض المعركة ان ينتصر على عدو مدجج بالسلاح لوحده.
هذه المعادلة سقطت تحت اقدام التوحد التاريخي بين ابطال جيشنا العربي وبين المقاومة الفلسطينية، فالوحدة قوة اثبتتها معركة الكرامة.
لن نبالغ في تضخيم الحدث عسكريا، لكنها معركة تستحق ان يتم الوقوف عليها كثيرا، فهناك من العبر والدروس التي يمكن التعلم منها والبناء عليها.
في حينها اثبتت المعركة ان الواقع العسكرتاري العربي «الجيش والمقاومة» قادر على اعادة انتاج قدراته، فقد جاءت المعركة لتسطر انتصارا بعد اشهر من نكسة حزيران.
لن ينسى الاردنيون المعركة، فقد ارتبطت ثقافيا بمعاني الانتصار والصمود واللحمة، كما انها اصبحت جزءا من قناعة عامة بأننا اسقطنا اسطورة «الجيش الذي لا ينهزم».
اجمل ما في معركة الكرامة انها نسقت بعبقرية كبيرة لحمة اردنية فلسطينية، وارسلت كل الرسائل اننا من شتى الجذور والسيقان قادرون «بوحدتنا» على اجتراح الافضل.
لن ينسى الناس مشهور حديثة الجازي بطل المعركة، وقائد المدفعية، كما انه لن يغيب عن بالهم الملك حسين وهو يلقي خطاب الظَفَر الشهير.
الكرامة ثقافة اردنية يجب البناء عليها في فهم حقيقة مصالحنا الحيوية القابعة في العلاقة مع «غربي النهر»، فدماء الاردنيين اثبتت أنهم عروبيو الهوى، رغم كل فذلكات الساسة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى