خطوة بالاتجاه الصحيح / عمر عياصرة

خطوة بالاتجاه الصحيح

يمكن اعتبار اقالة حكومة الدكتور هاني الملقي بالخطوة المريحة والجيدة، ولك أن تصفها بأنها في الاتجاه الصحيح الذي يساهم بنزع فتيل الأزمة وتحويل مسارها نحو الحوار.
وحتى لا نكون عدميين، لا بد من إحداث موقف متوازن، نقدر فيه حالة الطبقة الحاكمة ومدى قدرتها على الحركة من جهة، وأيضا نراعي فيه ما وصل إليه الناس من فاقة اقتصادية لم يعد بالإمكان مراكمة المزيد منها.
البلد بكل تفصيلاتها، الحاكم والمحكوم، معنية بتجاوز الأزمة، ووقف الاحتجاجات، فالتوقيت ملتبس إقليميا، وحاجتنا لجبهة داخلية متماسكة لا تسبقها حاجة.
اجزم، أن الملك يقرأ الاحتجاجات بطريقة صحيحة، وأظنه يعلم أن الأردنيين كفروا بالنهج الاقتصادي الحالي، وان قدوم فلان ورحيل علان، لن يثنيهم عن مواجهة سياسات الدولة الاقتصادية السابقة إن هي استمرت.
لذلك ما كان بالأمس يعتبر خطوة بالاتجاه الصحيح، فرحيل حكومة التأزيم، وتكليف الرزاز الذي هو أفضل المتوافر في جعبة نادي الحكم الضيق اليوم.
ماذا بعد ذلك، ما الذي ينتظره الناس، فخروجهم للشارع كان بسبب الإجراءات الملموسة، وينتظرون لأجل ذلك إجراءات معقولة يمكن تحسسها لتنتهي بعض معاناتهم.
أتمنى أن يكون لدى المرجعيات مخطط مراجعات حاسمة، تبدأ من سحب قانون الضريبة الإشكالي، وتنتهي بحوار معمق لمجمل الملفات الوطنية الاقتصادية والسياسية.
في النهاية يجب أن نخرج من دائرة الغالب والمغلوب، فلا مكاسرة جرت ولن تجري، بل الحصيف من يتعلم من التجربة ويبني عليها، والأكثر حصافة أن نخرج من الأزمة الحالية أقوى واشد بأسا في مواجهة الاستحقاقات الإقليمية القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى