مقابلة لم تُؤتِ أُكلها / رائد عبدالرحمن حجازي

مقابلة لم تُؤتِ أُكلها
بعد مشاهدة المقابلة التلفزيونية مع دولة رئيس الحكومة أمس والتي تم الإعلان عنها بانها مقابلة هامة وستحمل لنا أخباراً أكثر أهمية . حالي كحال كل الأردنيين المتعطشين لإنهاء حالتي الإحتقان والغضب الشعبي اللتان طفتا وتصدرتا المشهد في الشارع الأردني مؤخراً , فقد توقعت بأن يعلن دولته عن بعض الإجراءات التي تساعد على امتصاص غضب الشارع . ولكن للأسف لم يحدث أي شيء من ذلك .
ففي المقابلة كان واضحاً دور دولته في طرح الاسئلة والإجابة عليها وإعطاء النتائج التي يتصورها دولته حتى ولو كانت بعد عشر سنوات . وبالمقابل تمنيت على المحاور طرح الأسئلة التي يتساءل بها الناس فيما بينهم . يا حبذا لو تم توجيه بعض الأسئلة لدولته أو محاورته في بعض الأمور المتعلقة بالوضع الراهن لنسمع من دولته ما يروي عطشنا من إجابات ومعلومات تهم المواطن . واطرح بعضاً منها بكل حيادية وشفافية وبعيداً عن أي شيء أخر .
أولاً : فقد قال دولته بأن حكومته اتخذت حُزمة من الإجراءات وفرض مزيداً من الضرائب القاسية على المواطن بهدف زيادة النمو الاقتصادي وقال بأنها ستُعطي أُكلها بعد عشر سنوات . ما أود قوله بالنسبة لهذه النقطة : ألا تلاحظون معي سرعة تطور التكنولوجيا من حولنا في هذا العالم , ومن يدري بعد عشر سنوات ربما يصبح الماء المصدر الرئيس للطاقة أو الهواء أو الطاقة الشمسية وها نحن نعيش بعضاً من هذه الصناعات ، الم يتم صناعة سيارة تسير بالهيدروجين بعد تحليله من الماء ؟ وهنا تكون هذه الإجراءات والضرائب لم يتم توجيهها والاستفادة منها كما هو مأمول سوى زيادة العبء على كاهل المواطن لعقد أخر .
ثانياً : قال دولته بأن نتائج الإجراءات التي اتخذتها حكومته لن يشعر بها الناس الآن أو على المدى القريب وإنما سيشعر بها الجيل القادم والذي يليه . وهنا نتسائل أليس من حق هذا الجيل أن يعيش بكرامة , بما أن الحكومة تعمل من أجله وهذا يبدو واضحاً في كل كتاب سامي يوجهه الملك لكل حكومة يتم تشكيلها ؟
ثالثاً : أقر دولته بأن الإجراءات وفرض مزيداً من الضرائب هو أمر صعب على المواطن الأردني , لكنها ضرورية ولا بد منها كي تتعافى موازنة الدولة ونتخلص من زيادة الدين العام ووقفه وزيادة النمو الاقتصادي . وهنا أقول لدولته هناك بدائل كثيرة وأكثر ربحاُ ووفراً للخزينة من فرض الضرائب وزيادة الاسعار . ومن هذه البدائل التوجه للإستثمار في موارد الأردن الطبيعية مثل الصخر الزيتي والفوسفات والنحاس والرمل الزجاجي واليورانيوم والسياحة وتشجيع مشاريع انتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية , وكذلك وقف الهدر العام وتوحيد سلم الرواتب لجميع العاملين سواء موظفين حكوميين أو موظفين الهيئات الخاصة وغيرها ممن يتقاضون رواتب فلكية .
وأخيراً وليس أخراً كنت كغيري أتشوق لسماع خبر من هنا أو هناك بأنه ستتم محاسبة الفاسدين وتحويلهم للتحقيق على مبدأ من أين لك هذا ؟ وأظن بأن قيمة الأموال التي فيما لو تم استرجاعها ستكون كافية لإعادة التعافي لموازنة الدولة ولإقتصادها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى