سيناريو فضح العلاقات المحرمّة / نداء أبو الرُّب

سيناريو فضح العلاقات المحرمّة

 ضجّت وسائل الإعلام التركية بخبر بشع مفاده أنَّ ممثلاً تركيّاً يعيش عشقاً ممنوعاً مع ابنة أخيه الشابة إذ هبط هذا الخبر كالصاعقة على قلوب عشاقه وجمهوره، وقبل أن نبدأ بتحليل أبعاد هذه العلاقة المحرمَّة والخوض في ديانة الممثل أو عقيدته، فلنتأمل هذا الخبر الأردني عن سجن رجلٍ واقع ابنه عمه المتزوجة وتبين فيما بعدها أنها حامل منه إذ خانت زوجها الذي هو الآخر ابن عمها وخدعته في البداية بأن الطفل الذي تحمله في أحشائها هو طفله لتكشف فحوصات الأبوة كذبها وأنَّ الطفل هو طفل غير شرعي!!
لو تأملنا هذه القصص المريعة لرأينا فيها فحشاً وقبحاً وذنباً عظيماً، الغريب أنها ليست جديدة ولكن تطور وسائل الإعلام والاتصالات جعل من نشرها وفضحها مادة دسمة للصحف والمواقع الأخبارية المتنوعة، فعندما أخوض نقاشاً مع أحد ابطال الزمن الماضي الأول يؤكد لي أن مثل هذه القصص كانت موجودة سابقاً لكن يتم التستر عليها ومعالجتها سراً، ويبقى السؤال المطروح، ما الذي سيجنيه القارئ من قراءة خبر علاقة محرمّة لأحد الخلق؟ ما الفائدة من الخوض في أعراض الناس وفضح وحشيتهم الجنسية؟؟
القاعدة العامة التي نسير عليها في حياتنا المتواضعة، إن سترت نفسك سترك الله، والقاعدة العظيمة الأخرى التي نتبناها أنَّ الإنسان الذي يُفتضح أمره لم يتب ولم يرجع عن الإثم الذي يرتكبه بل بالغ في انتهاك حرمات الله فكانت النتيجة النهائية لإصراره على المعصية أن ينكشف غطاء الستر الإلهي عنه وينتشر خبر تماديه للعباد ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب المعاصي والآثام، كما أنَّ فضح هذا النوع من القصص إعلامياً يزيد من وعي الناس بضرورة توخي الحيطة والحذر في علاقاتهم الأسرية والتوقف عن وضع المبررات للإختلاط غير الضروري بين الأقارب، بحجة انه ابن عمها اي مثل أخيها! أو أنها ابنة خالته أي مثل أخته! إقامة الحدود لكل العلاقات الإنسانية يمنع تكرار هذا السيناريو الأليم من العلاقات المحرمّة المؤلمة، كما أنَّ حسن الظن بجميع المقربين لا يجب أن يتعارض مع فراسة المؤمن وحكمته وحرصه على أن لا يُلدغ من جحر مرتين، فلنترك العبارات التي نرددها كثيراَ، مثل أنَّ سلفي أخي الذي لم تلده أمي، وأنَّ سلفتي مثل أختي التي من لحمي ودمي، التقوى في تعاملنا مع جميع البشر، هي التي تحفظنا من الزلات والخطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى