قواعد المعارك العشر ..القاعدة الرابعة: نقاط القوة ونقاط الضعف

#قواعد #المعارك العشر

القاعدة الرابعة: نقاط #القوة ونقاط #الضعف

م. #أنس_معابرة

قد تُحسنُ الإستعداد للمعركة جيداً، وقد تمتلك أيضاً السرعة اللازمة لمفاجئة خصمك والإجهاز عليه، وقد يتوافر لديك المعنويات القتالية المرتفعة كذلك، وبالتالي فأنت مرشح فوق العادة للفوز بالمعركة.

مقالات ذات صلة

ولكن بين لحظة وأخرى؛ ينقلب الموقف ضدك، ويتحول فوزك إلى خسارة مُذلة، وتضع جميع أسلحتك أرضاً دون أن يرغمك أحدهم على فعل ذلك، بل قد تُسارع إلى إعلان الإستسلام، وقُبول شروط خصمك دون أي تعقيب.

كل هذا قد يحدث لك لو أنك تركت باب منزلك الخلفيّ مفتوحاً، عندها قد يتسلل أحد الغرباء بكل سهولة، دون أن يضطر إلى خلع الأبواب الامامية ذات الحراسة المشددة، ثم مواجهتك وأنت بكامل الإستعداد.

نقاط الضعف لديك هي تماماً بمثابة الباب الخلفيّ للمنزل، المكان الذي يتمكّن اللصوص من ولوجه دون عناء يُذكر، حيث غالباً ما ينساه الناس دون إقفال، ويولون عنايتهم لإحكام إغلاق الباب الامامي فقط.

من خلال نقاط الضعف والقوة، يمكنك أن تصنع العجب في المعركة، حيث يمكننا تجزئة الحديث في هذا المجال إلى أربعة أجزاء:

الأول: أغلق كافة الأبواب الخلفية لمنزلك؛ وكجزء هام من الإستعداد للمعركة؛ يجب أن تعمل جيداً للقضاء على جميع نقاط الضعف لديك، وذلك من خلال إكتساب المهارات المختلفة لسد الثغرات حيث كانت.

وإن عجزت عن أن تقضي على جميع نقاط الضعف لديك، وجب عليك أن تُخفي ما بقي منها، وأن تجعلها في مأمن من أن تصل إلى خصومك.

الثاني: حصن أبوابك الامامية جيداً؛ صحيح أن تمتلك نقاط ضعف؛ ولكنها تأتي دائماً بصحبة نقاط القوة التي تمثل الباب الأمامي لمنزلك، عليك أن تعمل بقوة على تقوية تلك الأبواب، لا تكتف بوجودها فقط، بل حاول أن تدعمها بكل ما يمكن أن يساندها من مهارات وقدرات وإمكانيات قد يكون لها الدور في حسم المعركة أحياناً.

ثالثاً؛ أدرس أبواب خصمك الخلفية بعناية؛ وهو عمل بالغ الأهمية، يقوم على أساس إستخباراتيّ بحت، تعمل من خلاله على دراسة نقاط الضعف لدى الخصم، وتحديد تلك النقاط في سلم من الأولويات، وتحدد أوقات إستخدام تلك الثغرات في المعركة لتأتي الرياح بما تشتهيه سفنك.

رابعاً؛ إبحث عن الثغور في أبواب الخصم الامامية؛ قد يحذر خصمك من غدرك عبر تحصين أبوابه الخلفية جيداً، أو قد تُسد ثغرة تعتمد عليها خلال المعركة، وتبقى مكشوفاً في أرض المعركة دون خطة.

يجب أن تتضمن خطتك للهجوم على الخصم معرفة تامة بنقاط قوته، وتحديد الثغرات الموجودة فيها، وإن أحكم الخصم أبوابه الأمامية وسد الثغرات جيداً، إبدا مبكراً بفتح ثغرة يمكنك الوصول بها إليه لإنهاء المعركة لصالحك.

لقد أدرك رسول الله جيداً هذه النقطة خلال معركة أُحد، فعمد غلى مجموعة من رماة السهام ليكونوا على الجبل حماية لظهور المسلمين.

وعندما أوشكت المعركة على الإنتهاء، ونزل الرماة عن الجبل، فتح خالد بن الوليد ثغرة في أبواب الخصم، وتمكن من قلب مجريات المعركة لصالحه.

الفوز بالمعارك اليوم لا يقوم على أساس إستخدام القوة المفرطة بقدر إعتمادها على إستخدام الذكاء للفوز، تذكّر جيداً أن تتعامل بجدية مع نقاط ضعفك، وأن تطور نقاط قوتك، ولا تتواني عن دراسة نقاط قوة الخصم، أو أن تستعمل نقاط ضعفه ضده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى