إلى الزوال ماضون / طارق آل سعيفان

إلى الزوال ماضون
أخيراً نلجأ إلى تبديل المواقع، لنجري إنقلابا على كل ما سبق، مع أننا صنعنا الماضي، وفق قرارات أوصت بها لجان وهيئات عمل، بعد اجتماعات عديدة، تمخضت عن نتائج زائفة هم من أوصوا بولادتها، قبل أن نفكر بها، ففي كل جلسة يطلبون منّا أن نفكر كي نبدع ونصنع، ولكن هم في دواخلهم، يخططون ويتلاعبون، صنعوا لنا أوهاما من إنتاجهم، نحن أبطالٌ فيها، والكثير منّا كمبارس، نؤدي ما نؤمرُ به، وإلاَّ زُجَّ بنا إلى خارج الدائرة، وأما الحاضر فهم يدَّعونَ بأنه عمل لأجل المستقبل، يوكلونَ لنا المهامَ، ويضعون لنا الخطط والبرامج، ممنوع علينا الاعتراض أو الرفض، وكل من يقف أمامهم يعدُّ عاصيا، ليس لأنهم على صواب، ولكن لأنهم أوهموننا بأنهم ملهمون، وسيبدعونَ لنا في صناعة المستقبل، وإذا جاء المستقبل المنشود، وقعنا من أعالي الركب، فتضيع الجهود سدًى، و كل هذا بمكائد تفننوا في غزلها ونسجها من داخل غرفهم، ومن بين أفكارهم العاجية، إلى أين سيصلون بنا؟ بالتأكيد سيختارون التعديل، ولكنهم في مواقعهم ساكنون، وبقراراتهم يتمتعون، ومهما جرى سنبقى نحن إلى الزوال ماضون، وهم خالدون وبنا يتلاعبون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى