.(سياسة التحزير)

[review]قريباً سأعرض نفسي على طبيب نفسي، وأشرح له بالتفصيل عن حالتي بدءاً من طقطق حتى السلام عليكم.. من غير المعقول أن أظلّ أعاني هكذا مدى الحياة.كل خميس أرتدي شبّاحاً وسروالاً قصيراً.. وأقزدر في الممر وفي غرفة الجلوس مروراً بغرفة المعيشة إلى ما بعد منتصف الليل، بيدي ريموت التلفزيون، وعلى حافة الشباك راديو قديم، منتظراً خبر تخفيض البترول.من غير المعقول أن أظل جالساً في الشرفة طوال الليل، أراقب هلال تنك المصفاة حتى يمر من أمام بيتي لألحقه وأملأ خزّاني من البنزين البكر الطازج، وبالسعر الجديد.أنا أكره التحزير، والمفاجآت، والتخباية بمختلف أنواعها، أصلاً لا مزاج لي لأتحزّر، ولا مرارة لي حتى تسعدني المفاجأة، ولست من مريدي التخباية على الاطلاق..فلماذا تصر وزارة الصناعة والتجارة على الإعلان المفاجئ لأسعار البترول كل أسبوعين أو ثلاثة؟..إذا كان المقصد أن يتلبّدوا لأصحاب المحطّات خوفاً من الاحتكار-في حال الارتفاع- والفوضى -في حال الانخفاض- فقد حدثت الفوضى وانتهى الأمر.في اليومين الأخيرين..كان على المواطن أن يزور عشر محطات وقود حتى يملأ سيارته ويذهب لعمله..لأن المحطّات بدورها تخقّض طلبياتها قبيل تعديل الأسعار، وبالتالي ينفد المخزون منها قبل الموعد المجهول..ويبقى المواطن يعاني.لا زلنا في بداية الشتاء، ووسائل التدفئة التقليدية لم تعمل بعد، بعد اسبوع او اسبوعين سنحتاج الى صوبات الكاز والسولار، و اذا ما استمرت سياسة التحزيرعلى ما هي عليه، سننكرز من البرد ونحن نتحزّر موعد التغيير.لدينا اقتراح بسيط: ماذا لو بقى صاحب المخزون القديم يبيع على السعر القديم حتى ينفد مخزونه، وعند التعبئة الجديدة يحاسب على السعر الجديد ويتم ذلك من خلال تعديل اللوحة الاليكترونية الخاصة بالمصفاة والظاهرة للمواطن..فاذا رغب المواطن بالشراء كان له ذلك وان رغب بمحطة تبيع على السعر الجديد كان له ذلك ايضاَ، وبهذا الحل، لا صاحب المحطّة يخسر،ولا يربح ربحاً فاحشاً في حال الارتفاع.. ولا المواطن يتضرر، ولا المحطات تتوقف عن عملها..وجميع المحطّات ستتساوى في السعر تباعاً خلال 48 ساعة.. والسولافة مش فارقة كثير.هذا والله اعلم.ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبيwww.sawaleif.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى