تسحيج للعظم / رائد حجازي

في إحدى المعارك شاء القدر أن تنفجر قذيفة بالقرب من موقع عسكري متقدم وقد نتج عنها أضرار بشرية ومادية وأخطرها إصابة جنديين الأول بُترت يده اليُمنى مع ساقه اليسرى (من خِلاف) , والثاني بُتر كفه الأيمن . تم إسعافهما للمشفى الميداني ومن ثم نقلهما للمشفى المركزي وبطبيعة الحال تمت زيارتهما من قِبل قائد وحدتهما الميداني ذو الرتبة العالية . فما كان من الجندي الذي بُترت أطرافه من خِلاف حين رأى قائده إلا وتحرك في سريره حركة أظهرت للعيان وكأنه يُريد القفز من السرير ليُعانق قائده , لكن الأطباء منعوه من التحرك خوفاً على جراحه .

بدوره القائد ومن باب الواجب والمواساة قال له هل تأمرنا بشيء نقدمه لك . فكان جواب الجندي : لا يا سيدي بس إذا ممكن أن تُلبي لي طلب واحد ووحيد فرد عليه القائد قائلاً : أنت تأمر وما طلبك ؟ فقال الجندي : إن كان بالإمكان يا سيدي أن تركبوا لي أطراف صناعية لكي أعود لأرض المعركة وأحارب فداكم يا سيدي . تبسم القائد ومن حوله ورد عليه قأئلاً : تكرم بعون الله سيتم لك ذلك .

بعد ذلك توجه القائد لسرير الجندي الثاني الذي فقد كفه الأيمن مكرراً نفس السؤال , فأجابه الجندي وهو يتألم أرجوكم يا سيدي أن تركبوا لي كف صناعي لكي أتمكن من صفع هذا المنافق كف أخو أخته على صباحه . وهو يقصد زميله الأول .

 

 

رائد عبدالرحمن حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى