في إحدى المعارك شاء القدر أن تنفجر قذيفة بالقرب من موقع عسكري متقدم وقد نتج عنها أضرار بشرية ومادية وأخطرها إصابة جنديين الأول بُترت يده اليُمنى مع ساقه اليسرى (من خِلاف) , والثاني بُتر كفه الأيمن . تم إسعافهما للمشفى الميداني ومن ثم نقلهما للمشفى المركزي وبطبيعة الحال تمت زيارتهما من قِبل قائد وحدتهما الميداني ذو الرتبة العالية . فما كان من الجندي الذي بُترت أطرافه من خِلاف حين رأى قائده إلا وتحرك في سريره حركة أظهرت للعيان وكأنه يُريد القفز من السرير ليُعانق قائده , لكن الأطباء منعوه من التحرك خوفاً على جراحه .
بدوره القائد ومن باب الواجب والمواساة قال له هل تأمرنا بشيء نقدمه لك . فكان جواب الجندي : لا يا سيدي بس إذا ممكن أن تُلبي لي طلب واحد ووحيد فرد عليه القائد قائلاً : أنت تأمر وما طلبك ؟ فقال الجندي : إن كان بالإمكان يا سيدي أن تركبوا لي أطراف صناعية لكي أعود لأرض المعركة وأحارب فداكم يا سيدي . تبسم القائد ومن حوله ورد عليه قأئلاً : تكرم بعون الله سيتم لك ذلك .
بعد ذلك توجه القائد لسرير الجندي الثاني الذي فقد كفه الأيمن مكرراً نفس السؤال , فأجابه الجندي وهو يتألم أرجوكم يا سيدي أن تركبوا لي كف صناعي لكي أتمكن من صفع هذا المنافق كف أخو أخته على صباحه . وهو يقصد زميله الأول .
رائد عبدالرحمن حجازي