اللواء الدويري يكتب .. لماذا تركت إيران جيش القسام وحده يواجه الاندثار؟

#سواليف

كتب .. الخبير العسكري اللواء المتقاعد #فايز_الدويري

لماذا تركت #إيران #جيش_القسام وحده يواجه #الاندثار؟

كما تعرفون عني سادتي وأهلي وربعي أحاول دائماً أن أتقي الانحياز وأتبنى الموضوعية إلا في #قضية_فلسطين فأنا منحاز إليها، لكن أشعر أنه من الخداع أن لا أكون موضوعياً في شرح الأمر لكم كما تعلمت بالمعاهد العسكرية والاستراتيجية.

أولاً يا إخواني، #العلاقات_الدولية تؤسس بين الدول #تحالفات أحياناً، ونظراً للروابط بين دولتين أو المصالح المشتركة قد تنشأ اتفاقية دفاع مشترك بينهما، وهذا لا ينطبق على العلاقة بين حماس وإيران.

إيران تعتبر حركة #حماس المجاهدة القوية الصامدة والمقاومة مجرد ذراع عسكري لها في المنطقة، وتقيم معها علاقة تحت شعار دعم #حركات_المقاومة، ويتم استقبال قادة حركة حماس الأفاضل من أعلى المستويات السيادية في إيران وتحت العلم الإيراني، وكأنها تلتقي دولة وليس حزباً، لكن في طبيعة العلاقة هناك اختلافات بين علاقات الدول ببعضها وعلاقات الأحزاب بالدول، وهي غير شائعة في العلاقات الدولية وتعتبر شاذة إذا أخذت هذا المنحى المعقد.

فإيران دولة ذات سيادة ولها مشروع نووي ومشروع سياسي في المنطقة ولها صورة أمام العالم ولها إلتزام أيضاً بالقانون الدولي ومقعد كامل في الأمم المتحدة ولها مصالحها وعلاقاتها، وبناء على ذلك، لا تغامر إيران بالدخول في معركة عسكرية لأجل دعم حزب ما، حتى لو كان هذا الحزب يتبنى وجهة نظرها.

الإخوة في حماس وأنا أكن كل الاحترام لهم، ذهبوا في معركة ضخمة، ظانين أن إيران ستكون في ظهر هذه المعركة، وستدعم صمود القسام في المعركة، لكن بالطبع اعتبرت إيران الدولة ذات السيادة والمصالح أن حماس أمام العالم اليوم تورط كل من يدعمها، لذلك نأت إيران بنفسها في هذه #المعركة، حتى وفي ظل معركة الإبادة للشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة.

نقطة أخيرة، ومثال شاهد، العلاقة بين إيران وروسيا هي علاقة غير شاذة بالنسبة لمفهوم العلاقات الدولية، لذلك دعمت إيران روسيا بأفضل الأسلحة، كأحدث جيل من الطائرات المسيرة والانتحارية الإيرانية، ودعمتها بأحداث الصواريخ والعتاد، لكن ماذا قدمت لحماس، لنكن واضحين على الأقل، نحن نرى السلاح في غزة وباعتراف قادة المقاومة أنه بتصنيع محلي في غزة، وهو على بساطته لكنه صنع على يد رجال غزة، فإيران لا يمكن أن تدعم حماس بأسلحة مؤثرة، رغم امتلاك إيران لها، والإجابة كما قلنا لأن العلاقة بين الطرفين تنظر إليها إيران بفوقية وتستعملها مجرد استعمال، وهذا ما لم تتمكن حركة حماس من قرائته، ومع كل المشهد الأسطوري العظيم الذي يقدمه جيش القسام البطل، لكن السذاجة واعتقاد أن إيران ستقف خلف المقاومة كان خطيئة كبرى لحماس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى