الاعلام الناقص / صالح الراشد

الاعلام الناقص

صالح الراشد

ينتابني الفزع والقلق على مستقبل أمة واجيالها عندما ارى ان العديد من الاعلاميين تركو اقلامهم جانبا وحملو الدف والمزمار بديلا عنه، وعندما ارى تمجيدا لاصحاب الانجازات والبطولات الوهمية، وعندما تتحول الصحف والقنوات الفضائية والمواقع الاخبارية الى سلعة يحصل على خدماتها من يدفع اكثر، وعندما يصبح رجال صنعوا من ورق مثال لجيل جديد.

الاعلام دورة الرئيس والحقيقي البحث عن الحقيقة ونقلها للمشاهد والمستمع والقاريء دون تزوير ودون عمليات تجميل.

مقالات ذات صلة

أن ما يحصل اليوم كارثة حقيقية بسبب ارتفاع نسبة الدخلاء الجهلة إلى عالم السلطة الرابعة، وبسبب هؤلاء أصبح الاعلام يبتعد عن الطريق القويم، فكم مرشح للانتخابات النيابية يمجد به الاعلام ويحوله إلى بطل قومي وأنه الفارس المنتظر لحل مشاكل الامة، مع العلم ان كاتب الخبر يدرك أن هذا المرشح عار على الأمة ورموزها، لكن هذا المرشح استطاع شراء ذمة الاعلام بدراهم معدودة وكانو في صفقتهم من الخاسرين.

نعم يا سادة ان إعلامنا في خطر بعد ان تحول إلى شعار ادفع تصبح نجما، نعم يا سادة ان هؤلاء تجار الكلام يضعون الأمة في خطر، في ظل تحول الاعلام إلى تجارة وتحول المؤسسات الإعلامية إلى أسواق تجارية.

اثارني في ظل البحث عن الدينار والدرهم والريال والدولار الغياب غير المبرر للإعلاميين والاعلاميات عن حفل توقيع كتاب لمبدع اردني من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كتب قصة حياته بانفه، وفي ذات الوقت شاهدت صبايا وشباب الاعلام يلهثون خلف مطرب لالتقاط صورة لينشروها على صفحاتهم.
لقد أصاب الوهن والنقصان عالم الإعلام الأردني في ظل تراجع المثقفين عن القيام برسالتهم في تثقيف المجتمع وترك واجباتهم صوب الوطن والمجتمع لمجموعة دخيلة على الإعلام في شتى مفاصلة.

لنعيد لاعلامنا الصورة البهية المشرقة ولنوقف البيع والشراء على صفحات الصحف وعلى المواقع، فوطننا الغالي يحتاج منا الكثير والتسويق لفاسد او مرتشي او جاهل يدمر أمة فلا يكون الاعلام صاحب معول الهدم وليصبح معول بناء، والبداية تكون باسترجاع أقلام الحق بدلا من الدفوف والمزامير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى